مع نهايات فصل الصيف في هوليوود، تُقرّر شركات الإنتاج طرح بعض الأفلام ذات الميزانية المحدودة، والتي لديها طموح جماهيري أبسط، بعيداً عن أفلام المؤثّرات والملاحم التي تمتلئ بها فصول الصيف. ومن هذه النوعيّة، فيلم The Hitman's Bodyguard الذي احتل قمة شباك التذاكر الأميركي، للأسبوع الثاني على التوالي، ولكن بتحقيق 10 ملايين دولار فقط، في أضعف رقم يحقّقه فيلم متصدر للإيرادات خلال الـ15 عاماً الأخيرة، بحسب تقرير أصدره موقع "بوكس أوفيس موجو" المتخصّص، وهو ما يوضّح خلوّ هذه الفترة تماماً من الأفلام الكبرى. إذْ يُعتبَر في أميركا مُجرّد وقتٍ مستقطَعٍ بين موسمي الصيف والخريف السينمائيين، وبالتالي مرحلة مثاليّة لفيلم مثل هذا، لا يراهِن إلا على ساعتين ممتعتين أمام الشاشة.
قصة الفيلم تدور حول مايكل برايس، الحارس الخاص ذي المستوى العالي، والذي يمر بفترة من عدم الاتزان في حياته العملية إثر فشله في إحدى المهمات، وبالتالي يقل تقييمه وتتأثر سمعته بشدة، قبل أن يُكَلّف بمهمة جديدة قادرة على إعادته للواجهة في حال النجاح فيها، وهي أن يكون ذا هيتمانز بوديغارد، داريوس كينكيد، والذي يُعتبَر الشاهد الأساسي لإدانة واحد من الحكام الديكتاتوريين في أوروبا الشرقية. وفي ظلّ كون حياة "كينكيد" مُعرَّضة للخطر، فإنّ المشكلة الأكبر هي في العداء القديم بينه وبين برايس حارسه الجديد، وهو ما يحوّل العلاقة بينهما لبعض من لحظات الدراما، وبعض لحظات الحركة، والكثير من الكوميديا.
هذا الفيلم يفتقدُ تماماً لأيّ عنصرٍ جديد أو مفاجِئ قادر على إدهاش المتفرّج ومنح الفيلم اختلاف كبير عن الأفلام الأخرى التي تنتمي لنفس الفئة. بناء السيناريو واضح، ويعتمدُ على بعض الكليشيهات والمصادفات غير المنطقية من أجل تمرير حبكته. الشخصيَّات لا تحتوي على أبعاد أو تفاصيل، وشخصيَّة الديكتاتور الشرير. ورغم أداء جاد وحضور قوي من الممثل، غاري أولدمان، إلا أنها تبدو هزليّة من فرط أحاديثها. ولكن مع ذلك فالفيلم لا يَعِد من الأصل بكل هذا، وهي نقطة مهمة أحياناً في التعامل مع الأفلام، وتقييمها ضمن سياقها.
فالاتّفاق الذي يحدث منذ مشاهدة العرض الدعائي لـ"الحارس الشخصي للقناص"، هو أن يكون فيلماً مسليّاً وممتعاً للمتفرج، وهو ما يتحقّق فعلاً بفضل 3 عناصر استغلها الفيلم تماماً. النقطة الأهم والأبرز، هي الكيمياء القوية بين ريان رينولدز وصامويل ل.جاكسون في الأدوار الرئيسية. جانب من تقليدية الفيلم، هو أن الممثلين يقدمان نفس الأدوار التي اعتدنا عليهم فيها، جاكسون هو الشخص الخطير الهزلي الذي لا يأخذ الأمور بجدية، ورينولدز هو من يخلق الكوميديا عن طريق تعامله الجاد في المقابل مع الفوضى من حوله، ليستغلَّ الفيلم تماماً حالة التكامل والتفاعل بينهما. ويشعر المشاهد، أحياناً، أن المشاهد الحوارية والتفاعلات بين الممثلين يمكنها أن تستمر وحدها طوال الساعتين دون لحظة ملل. الجانب الثاني، هو أنّ الفيلم لا يحاول ادّعاء الجدية (إلا في لحظات محدودة لأولدمان تظهر خارج السياق)، ولكن خلاف ذلك، فهو لا يحاول تعقيد القصة. الأمور واضحة منذ النصف ساعة الأولى، نعرف حتى ما الذي ستنتهي عليه الأحداث دون التواءات تذكر، وبدلاً من ذلك يلقي بثقله الأكبر على العلاقة بين بطليه وتطورها، والمغامرات والتفاصيل التي يمران بها، وحالة التداخل الكوميدي/الدرامي في أن هذين الرجلين يجب أن يكبح كلّ منهما رغبته في قتل الآخر، لأنّ اتّحادهما هو السبيل الوحيد في بعض المواقف للنجاة.
وأخيراً، فالفيلم يمتاز بجودة مشاهد الحركة، والتي هي، كباقي العمل، ليست مُبتكَرة، ولكنها من ناحية فهي جيدة تقنياً، استغلالاً لإمكانيات المخرج، باتريك هيوز، الذي أخرج قبلاً الجزء الثالث من سلسلة The Expendables ، ومن ناحية أخرى تخدم تصنيف العمل الأهم كفيلم كوميدي.
اقــرأ أيضاً
هذا الفيلم يفتقدُ تماماً لأيّ عنصرٍ جديد أو مفاجِئ قادر على إدهاش المتفرّج ومنح الفيلم اختلاف كبير عن الأفلام الأخرى التي تنتمي لنفس الفئة. بناء السيناريو واضح، ويعتمدُ على بعض الكليشيهات والمصادفات غير المنطقية من أجل تمرير حبكته. الشخصيَّات لا تحتوي على أبعاد أو تفاصيل، وشخصيَّة الديكتاتور الشرير. ورغم أداء جاد وحضور قوي من الممثل، غاري أولدمان، إلا أنها تبدو هزليّة من فرط أحاديثها. ولكن مع ذلك فالفيلم لا يَعِد من الأصل بكل هذا، وهي نقطة مهمة أحياناً في التعامل مع الأفلام، وتقييمها ضمن سياقها.
فالاتّفاق الذي يحدث منذ مشاهدة العرض الدعائي لـ"الحارس الشخصي للقناص"، هو أن يكون فيلماً مسليّاً وممتعاً للمتفرج، وهو ما يتحقّق فعلاً بفضل 3 عناصر استغلها الفيلم تماماً. النقطة الأهم والأبرز، هي الكيمياء القوية بين ريان رينولدز وصامويل ل.جاكسون في الأدوار الرئيسية. جانب من تقليدية الفيلم، هو أن الممثلين يقدمان نفس الأدوار التي اعتدنا عليهم فيها، جاكسون هو الشخص الخطير الهزلي الذي لا يأخذ الأمور بجدية، ورينولدز هو من يخلق الكوميديا عن طريق تعامله الجاد في المقابل مع الفوضى من حوله، ليستغلَّ الفيلم تماماً حالة التكامل والتفاعل بينهما. ويشعر المشاهد، أحياناً، أن المشاهد الحوارية والتفاعلات بين الممثلين يمكنها أن تستمر وحدها طوال الساعتين دون لحظة ملل. الجانب الثاني، هو أنّ الفيلم لا يحاول ادّعاء الجدية (إلا في لحظات محدودة لأولدمان تظهر خارج السياق)، ولكن خلاف ذلك، فهو لا يحاول تعقيد القصة. الأمور واضحة منذ النصف ساعة الأولى، نعرف حتى ما الذي ستنتهي عليه الأحداث دون التواءات تذكر، وبدلاً من ذلك يلقي بثقله الأكبر على العلاقة بين بطليه وتطورها، والمغامرات والتفاصيل التي يمران بها، وحالة التداخل الكوميدي/الدرامي في أن هذين الرجلين يجب أن يكبح كلّ منهما رغبته في قتل الآخر، لأنّ اتّحادهما هو السبيل الوحيد في بعض المواقف للنجاة.
وأخيراً، فالفيلم يمتاز بجودة مشاهد الحركة، والتي هي، كباقي العمل، ليست مُبتكَرة، ولكنها من ناحية فهي جيدة تقنياً، استغلالاً لإمكانيات المخرج، باتريك هيوز، الذي أخرج قبلاً الجزء الثالث من سلسلة The Expendables ، ومن ناحية أخرى تخدم تصنيف العمل الأهم كفيلم كوميدي.