وفي "بيت بيروت" ذاك المبنى الواقع عند نقطة تماس ما تزال آثار الحرب بادية عليه، اختارت نقابة المصورين الصحافيين في لبنان رفع صورها، ضمن معرض حمل عنوان "ذكرى وعبرة" وذلك في ذكرى مرور 44 عاماً على بدء الحرب الأهلية.
وما تزال حكايات الحرب حية في أذهان اللبنانيين حيث ترتسم معالمها على "بيت بيروت" الواقع في منطقة السوديكو في منتصف العاصمة التي انشطرت بين شرقية وغربية آنذاك.
ويضم المعرض مئة صورة عن الحرب بالإضافة إلى مجسم يضم صفحات الجرائد التي صدرت في اليوم التالي، بالإضافة الى نبذة عن المصورين الذين سقطوا ضحية الحرب.
وقال نقيب المصورين عزيز طاهر إن هدف هذا المعرض هو توجيه رسالة إلى الجيل الجديد بأن الحرب مؤلمة وأدت الى ضياع وطن.
وقال جمال السعيدي النقيب السابق للمصورين والذي أصيب خلال تغطيته لإحدى المعارك إن "المعرض محاولة لإبقاء الذاكرة حية تنبض بذكرى مؤلمة سببت مآسي وخراباً طاولت كل مناطق لبنان وكل شرائحه. كما أنه دعوة لأخذ عبرة مما جرى على مدى سنوات طويلة علّنا نأخذ درساً من حروب الماضي، ونسعى لبناء السلم الأهلي وننقي ذاكرتنا من جروح الحرب".
أما زوجته سمر عواضة فدعت طلاب المدارس والجامعات لزيارة هذا المعرض "ليروا أن الحرب لم تكن نزهة ولا مزحة".
وتلبية للدعوة حضر العديد من طلاب المدارس وتجولوا بين أروقة بيت بيروت مطلعين على البيت بحد ذاته والذي ما زال يحمل ندوب الحرب وعلى الصور المعلقة على جدرانه من جهة ثانية.
وخلال افتتاحه المعرض قال محافظ بيروت زياد شبيب إن "بيت بيروت" هو مكان ما زال يحمل في جسده جراح الحرب، ويحفظ ذكريات مئة عام من تاريخ بيروت الحديث، بما فيها مرحلة الحرب الأليمة حيث "كان المصورون الصحافيون جنوداً مجهولين معلومين قاموا بأهم عمل توثيقي".
وتأسس "بيت بيروت" الذي كان يُعرف بالبيت الأصفر عام 1924 من القرن الماضي حيث كان ملكاً لعائلة بركات التي كلفت المهندس يوسف أفندي أفطيموس بتشييده خلال الانتداب الفرنسي فاعتمد أفطيموس على الزوايا المفتوحة التي منحت غرف القصر جميعها إطلالة على الخارج من جميع الجهات.
ومع بداية الحرب الأهلية استفادت القوى المتحاربة من الموقع الاستراتيجي للبيت الأصفر وهندسته المفتوحة على المدينة مما سمح لها باستخدامه منصة قنص.
وقالت المدرسة ديانا يعقوب التي كانت تتجول مع طلابها في أرجاء المعرض إن هذا المبنى هو وثيقة لنا لنظهر لطلابنا تاريخ المدينة من جهة وتاريخ الحرب من جهة أخرى.
(رويترز)