"ذي غارديان": هذه محن السوريين بعد أربعة أعوام عصيبة

15 مارس 2015
لا حلّ في الأفق للأزمة السورية
+ الخط -
خصصت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية تقريراً عن الأزمة السورية بمناسبة دخولها العام الخامس، موضحة أن الثورة خلفت وراءها مئات الآلاف من القتلى، والملايين من اللاجئين الفارين من بطش النظام، من دون أن تلوح في الأفق أية نهاية للمجازر في سورية.

وأوضحت الصحيفة أن أدوات العصر الحديث، كالمعرفة والإشهار وتكنولوجيا الاتصال الفوري، فشلت في تسليط الضوء على ما يحدث في سورية. وذكرت في هذا الصدد أنه قبل عام، أصيب العالم بحالة من التشنّج لحظة رؤية صورة غير عادية، لحشد غفير من البشر يخرجون من تحت الأنقاض في مخيم اليرموك بدمشق، مشبهة ذلك بالتفجيرات التي حدثت في ستالينغراد إبان الحرب العالمية الثانية. وأبرزت أن السوريين الذين كانت تحاصرهم قوات النظام، تجمهروا حول بعثة أممية للمساعدات الإنسانية، أملاً في الحصول على كسرة خبز، لكن لم يكن هناك خبز يكفي الجميع.


وقالت الصحيفة إن الصورة التي التقطها عمّال الإغاثة التابعون للأمم المتحدة، كما هو الحال بالنسبة إلى صور كثيرة توثّق الأزمة السورية، كان من المفترض أن تقلب الوضع، وأن تجعل استمرار بشائع النظام أمراً يستحيل قبوله، لكنها تحولت إلى شيء أصبح العالم متعوداً عليه.

نفس المصير آلت إليه صور الدمار الذي تسببت به قذائف النظام في باب عمر بحمص، شهر آذار/مارس 2012، وكذلك قتل 100 من النساء والأطفال في منطقة الحولة، في وقت لاحق من نفس السنة، فضلاً عن قيام مليشيات موالية للنظام بذبح الأطفال في بلدة بني عياش، في أيار/مايو 2013، وتعرض عدد أكبر من الأطفال للاختناق بعد استنشاقهم الغاز شرقي الغوطة، في آب/أغسطس من نفس السنة.

الصحيفة البريطانية أوضحت أن هذه الجرائم الوحشية التي لن يسمح أحد بتواصلها، ما زالت متواصلة على أرض الواقع، وبشكل متصاعد في غفلة من الجميع، بعدما انتشرت عدوى الحرب في العراق وخارجه.

ولدى تطرّق الصحيفة إلى ضحايا الثورة السورية، قالت إن عدد 210 آلاف قتيل هو في الحقيقة يقلل بشكل ما عدد الضحايا الذين سقطوا أثناء الثورة، مشيرة إلى أن نصف سكان سورية يعيشون كلاجئين، فيما تمكن 3.5 ملايين شخص من الفرار إلى الخارج. كما ذكرت الصحيفة أن براميل المتفجرات ما زالت تلقى في مدينة حلب ودمشق، في وقت ما زال مخيم اليرموك تحت الحصار.


في المقابل، أبرزت "ذي غارديان" أنه تم السماح بدخول بعثات الإغاثة خمس مرات فقط هذا العام، ما جعل فترات تزويد الأسر السورية بالغذاء تتباعد بثلاثة أشهر لدى وصول بعثة الإغاثة في الخامس من آذار/مارس المنصرم، وهو ما رفع عدد الأشخاص الذين قضوا بسبب الجوع إلى ثلاثة أضعاف.

كذلك أبرزت الصحيفة أن الثورة السورية، بعد مرور أربعة أعوام، دخلت في طريق مسدود، بعد عدم تحقق سقوط النظام كما كان يتوقع بعضهم منذ وقت طويل، ولم يتم كذلك تطويق حلب ولا انهيار دفاعات الثوار، مشيرة إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف هو الذي تمكن من توسيع رقعة نفوذه، وكل ذلك تسبب في تغيير واقع السوريين بطريقة يعجز الكلام عن وصفها.