أصدرت "رابطة الكتّاب الأردنيين" بياناً أمس السبت أدانت فيه "الاتفاقية الجديدة بين دولة الإمارات والعدو الصهيوني، ووصفته بأنه "اعتراف جديد بالارتباط بين قوى البترول العربي والصهيونية والإمبريالية لنهب ثروات الأمة وتكريس الهيمنة الاستعمارية الصهيونية على وطننا العربي عامة وفلسطين خاصة".
البيان الذي تجاهلته معظم وسائل الإعلام المحلية، حيث تُحجم عادة عن توجيه الانتقادات للسياسات الإماراتية، جاء فيه أن الرابطة تعلن "رفضها وإدانتها الكاملة لهذه الاتفاقية الجديدة مع العدو مثلما أدانت كل الاتفاقيات السابقة معه. إن هذه الاتفاقية تريد التشكيك بصوابية نضالنا الأخلاقي لتحرير فلسطين وتريد منا الاستسلام للعدو الغاصب".
لم يقدّم معظم الكتّاب مواقف واضحة تدين الاتفاق بين الإمارات و"إسرائيل"
على غير عادة بيانات الرابطة التي يعيد أعضاء هيئتها الإدارية نشرها على صفحاتهم في وسائط التواصل الاجتماعي، فقد تمّ تجاهل هذا البيان تحديداً وكأنه لا يمثّل أحداً منهم، والذي تضمّن القول إن "رابطة الكتاب الأردنيين ترفع راية حقنا التاريخي في أرضنا فصراعنا مع هذا العدو العنصري الغاصب هو صراع وجود".
بعض الكتّاب لجأ إلى إبداء مواقف ملتبسة من قبيل نشر خريطة لفلسطين التاريخية أو كتابة نصوص وشعارات تؤكد على حق الفلسطينيين بتحرير بلادهم، لكن دون تصريح واضح يدين الاتفاق بين الإمارات و"إسرائيل" أو حتى يعيد تبني بيان الرابطة، التي يعتبرها كثير من المثقفين غالباً أنها متأخرة بشوط على الأقل عن مواقفهم أو آرائهم في معظم شؤون الثقافة والسياسة أيضاً.
بيان تجاهلته معظم وسائل الإعلام التي تُحجم عادة عن توجيه انتقادات للسياسات الإماراتية
كتّاب آخرون كثر لم يعلّقوا نهائياً واكتفوا بنشر نصوصهم أو يومياتهم كالمعتاد، من غير أن يصدر منهم ولو كلمة أو عبارة واحدة تبيّن رأيهم من القضية الأكثر حضوراً في كتاباتهم أو انشغالاتهم، مقابل إصدار قلّة من المثقفين مواقفهم الصريحة، ومنهم الشاعر والكاتب أحمد أبو سليم الذي سحب ترشيح روايته "بروميثانا" لجائزة بوكر، وأعلن عن مقاطعته لكافة النشاطات الثقافية لدولة الإمارات.
موقفٌ شاركته الروائية كفى الزعبي التي كتبت "بعد قرار دولة الإمارات تطبيع علاقتها رسمياً مع العدو الصهيوني، سأنتهز الفرصة للتأكيد على رفضي ترشيح روايتي الجديدة التي ستصدر قريباً، للبوكر أو لأية جائزة خليجية أخرى، مع الإشارة إلى أنني لم أشارك في السابق، بأي جائزة غير البوكر".
كما نشر القاص تيسير نظمي على صفحته: "مخاطر التطبيع مع إسرائيل ستبقى مخاطر داخلية على كل بلد يغامر بنفسه أو بنظامه، وقد أعذر من أنذر"، وكتب أيضاً "فضائح المثقفين العرب تتوالى بانسحاباتهم من جوائز المال والأعمال.. ليش ما كانوا عارفين الأمور وين مودية (ذاهبة)؟...".
لجأ بعض الكتّاب لجأ إلى إبداء مواقف ملتبسة من قبيل نشر خريطة لفلسطين التاريحية
أما القاصة جميلة عمايرة، فأعادت على صفحتها نشر منشور للكاتبة الإمارانية ظبية خميس تقول فيه: "أنا مستاءة جداً ولا أفهم معنى التسامح والسلام والسعادة مع الكيان الصهيوني المحتل إسرائيل وأمثال الرئيس الهندي العنصري ضد المسلمين في الهند. ليكن التسامح والسلام والسعادة مع أخواننا العرب والمسلمين أولاً ومعنا ومع حرية الرأي والمشاركة والتعددية في الوطن. أنا مستاءة!".
عودة إلى البيان الذي صدر عن "لجنة فلسطين"، وأكد على أننا "في رابطة الكتاب الأردنيين سنبقى قلعة ثقافية ضد التطبيع ولن نقبل ترانيم المديح للعدو ولا سلام مع هذا العدو الغاصب"، ولكنها أصبحت بعد ستّة وأربعين سنة من تأسيس الرابطة مقولة لا تلزم جميع أعضائها، الذين تبنوّا مواقف سابقة ضد التطبيع، يبدو أنها لم تعد صالحة اليوم!