تقدمت منظمة "هيومان رايتس مونيتور" بطلب للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لإرسال بعثات تقصي حقائق لتفحص السجون وأقسام الشرطة وجميع أماكن الاحتجاز والتحقيق، في مقتل ما يزيد عن 340 معتقلاً داخل السجون، نتيجة للتعذيب الممنهج والتحقيق، وجلب مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة، مشددة على السلطات المصرية للالتزام بتعهداتها، وبالقوانين الدولية الخاصة بمعاملة المساجين واتفاقية مناهضة التعذيب.
ونشرت "مونيتور" تقريراً جديداً عن قيام قوات الشرطة بتعذيب أربعة مواطنين بوقائع مختلفة، تقوم به السلطات الأمنية المصرية (قوات الجيش، والشرطة المدنية)، ضد معارضيها باختلاف أطيافهم وتوجهاتهم.
اقرأ أيضاً: مصر: اعتقال طفل من الإسكندرية بتهمة "التظاهر"
فقد علمت أنّ قوات الأمن قامت بتعذيب الطبيب البيطري بمدينة الإسماعيلية، عفيفي حسن عفيفي محمد 48 عاماً، والذي تمتلك زوجته الصيدلانية ريم أحمد محمد يوسف (30 عاماً) صيدلية بعقار أحد المواطنين. فقد حاول مالك العقار إخلاء الصيدلية بمخالفة العقد المُبرم بينه وبين الصيدلانية، والتي رفضت الإخلاء، عندها قام نجل مالك العقار باستدعاء صديقه "ضابط الشرطة"، والذي حضر للصيدلية لتفتيشها، بدون إذن من النيابة.
وتذرع الضابط بوجود بلاغ يفيد بترويج أقراص مخدرة داخل الصيدلية، وبأن أصحاب الصيدلية يحتفظون بالأقراص المخدرة داخل سيارتهم. وبـمخالفة اللوائح والقوانين، اصطحب الضابط الطبيب البيطري (الضحية) لمقر قسم شرطة أول الإسماعيلية، وبعد التعدي عليه بالضرب والشتم قبيل اقتياده لقسم الشرطة، وعقب وصوله لمقر القسم سقط الضحية مغشياً عليه، وظل هكذا مدة تجاوزت الساعة دون نقله لمستشفى لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وما لبث أن لقي حتفه قبل وصوله للمستشفى.
وفي محافظة (الأقصر) بصعيد مصر، لفظ المواطن "طلعت شبيب" 47 عاماً أنفاسه الأخيرة داخل مقر قسم شرطة بندر الأقصر، إثر تعرضه للتعذيب الوحشي على يد القوة المُكلفة بإدارة القسم. ووجدت على جثة المواطن آثار تعذيب وضرب وصعق بالكهرباء بمنطقة البطن، والرقبة والرأس. وأكد أحد أقارب الضحية أنهم يمتلكون "مقاطع فيديو مصورة" تفيد بتعرض المواطن للتعذيب الوحشي. وكانت دورية شرطة قد ألقت القبض على شبيب، واقتادته للقسم مساء 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بعد مُشادة كلامية بينه وبين أحد ضباط الدورية، لتُفاجأ أسرة المواطن بخروج نجلهم من مقر قسم شرطة المدينة بسيارة إسعاف "جثة هامدة".
اقرأ أيضاً: "رايتس مونيتور": الفشل الأمني سبب "مجزرة العريش"
وفي مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، تعدّى ضابط شرطة على سائق الميكروباص حسن جمعة، أثناء توصيله طلاباً إلى مدارسهم. فقد قام الضابط بقطع الطريق بسيارته الخاصة أمام الميكروباص، واعتدى على سائقه باللكم والضرب، وشتمه بألفاظ نابية، دون سببٍ يُذكر. وأكد ذوو التلاميذ أن الواقعة موثقة بالفيديو. ورد الضابط، والذي انتهك القانون باستغلال نفوذه الوظيفي، على ذوي التلاميذ الذين أكدوا أنهم سيتقدمون بالمادة المصورة لقسم شرطة "اركبوا أعلى ما في خيلكم... أنا ضابط شرطة".
كما رصدت المُنظمة وفاة المواطن عمرو أبو شنب المحتجز بمركز شبين القناطر – محافظة القليوبية. وأكدت أسرته أنّ ضباط المركز قاموا بتعذيبه وضربه بطريقة بشعة، ما أدى لمقتله. واتهم مُحامي الضحية أنّ موكله قد تعرض للضرب بالخراطيم ودبشك البندقية بعد أن لفقوا له تهمة السرقة، وتُهمة تعاطيه وإتجاره بالمخدرات.
وكانت المنظمة قد رصدت في شهر فبراير/شباط 2015 مقتل ثلاثة معتقلين إثر التعذيب الوحشي على يد قوات الأمن القائمة على أمر قسم شرطة "المطرية" بالقاهرة.
اقرأ أيضاً: مصر.. 660 يوماً وما زال "معتقل التيشيرت" محبوساً