قبل ثلاثة أعوام، باعت شركة "سوني" حقوق ملكية أبطالها الخارقين لصالح شركة "مارفل". أبرز ما في الصفقة بيتر باركر، أو "الرجل العنكبوت"، الذي يُعدّ ثالث أشهر بطل خارق، بعد "سوبرمان" و"باتمان". أنتجت هذه الصفقة ثمارًا سريعة وواضحة لـ"مارفل"، بعد انضمام باركر إلى عالمها. أمثلة على ذلك: "كابتن أميركا: حرب أهلية" (2016) لأنتوني وجو روسّو، و"سبايدرمان: العودة إلى الوطن" (2017) لجون واتس، و"آفنجرز: حرب لا نهائية" (2018) للثنائي روسّو أيضًا؛ مع أجزاء أخرى مقبلة.
في المقابل، قرّرت "سوني" البدء بسلسلة "رسوم متحركة" (بنود التعاقد تسمح لها بذلك) لـ"الرجل العنكبوت". بذكاء، قرّرت ألا يكون بيتر باركر محور الحكاية كالأجزاء الدرامية السابقة، بل مايلز موراليس، المُراهق ذو الأصل الأفريقي، الذي ظهر في الكتب المُصوّرة للمرة الأولى عام 2011، خلفًا لباركر.
بعد أعوام من التحضير والعمل، أُنجز (Spider-Man: Into The Spider-Verse 2018) لبيتر رامسي وبوب بيرسيشيتي ورودني روثمان. لعلّ أبرز المتفائلين في "سوني" لم يتوقع النجاح الاستثنائي والثناء النقدي اللذين نالهما؛ علمًا أن إيراداته الدولية، بين 14 ديسمبر/ كانون الأول 2018 و4 مارس/ آذار 2019، بلغت 363 مليونًا و60 ألفًا و194 دولاراً أميركياً، مقابل 90 مليون دولار أميركي ميزانية إنتاج. كما فاز بـ"أوسكار" أفضل فيلم تحريك (24 فبراير/ شباط 2019)، وهو الأول لشركة "سوني" في هذه الفئة، وأول "كَسْرٍ" لاحتكار شركتي "بيكسار" و"والت ديزني" للجائزة منذ 8 أعوام.
يمتلئ الفيلم بمميزات عديدة، أبرزها كامنٌ في "اختلاف" عالم الأبطال الخارقين. فبعد مسار قصصيّ سريع وبسيط لشخصية مايلز موراليس، الذي يتعرّض للدغة عنكبوت، تُسبِّب له تغيّرات في جسده، يذهب الفيلم في مسارات غير متوقعة نهائيًا، بدءًا من لحظة موت بيتر باركر، واكتشاف أن العالم الأرضي مجرّد بُعدٍ واحد من أبعاد الكون، إذْ هناك أبعاد متعددة ذات حيوات وعوالم أخرى. الشرير كينغبن يرغب في فتح تلك الأبعاد الكونية بعضها على بعض، ما يؤدّي إلى فناء الجميع. مايلز الصغير لن يستطيع إيقافه لوحده، فهو محتاج إلى مساعدة من عناكب أخرى، تأتي من الأكوان الموازية لإيقاف هذا المخطط: المرأة العنكبوت والرجل العنكبوت الـ"نوَار" (القادم من كون أبيض وأسود)، والخنزير العنكبوت (الحيوان الخارق القادم من كون كرتوني) وبيني باركر (القادمة من المستقبل البعيد)، وطبعًا بيتر باركر الآتي من بُعدٍ آخر، وهو أكبر سنًّا وأكثر سوداوية، ويحاول استعادة لياقته، وتعليم مايلز كيف يصبح بطلًا.
تفاصيل وشخصيات ومحاور قصصية بديعة، جعلت الفيلم متدفقًا ومختلفًا عن أي عمل آخر للأبطال الخارقين. هذا مُنجز رائع بحدّ ذاته، مع فيض أفلام الـ"كوميكس" السنوية. مع ذلك، هذا ليس المنجز الأكبر للفيلم، مع التجربة البصرية الجبّارة التي يمنحها للمُشاهد، المتمثّلة بأن يكون كل "كادر" أقرب إلى صفحة من كتاب مُصوّر، وبالاستخدام العبقري لأساليب رسم مختلفة، لتقديم كلّ شخصية من "العناكب"، ورسوم الأبيض والأسود مع "النوار"، أو "المانغا" الياباني مع شخصية بيني، أو رسوم الأفلام الكرتونية الكلاسيكية (تحديدًا Looney Toons مع الخنزير).
تناغم الأساليب المختلفة تلك أخرجت عملًا (117 دقيقة) يبدو كأنه معرض فني مستمرّ، مع قصّة جذّابة، وأداء صوتيّ ممتاز لغالبية المشاركين فيه (نيكولاس كايج لن يُنسى في صوت "سبايدر مان نوار").
في المقابل، قرّرت "سوني" البدء بسلسلة "رسوم متحركة" (بنود التعاقد تسمح لها بذلك) لـ"الرجل العنكبوت". بذكاء، قرّرت ألا يكون بيتر باركر محور الحكاية كالأجزاء الدرامية السابقة، بل مايلز موراليس، المُراهق ذو الأصل الأفريقي، الذي ظهر في الكتب المُصوّرة للمرة الأولى عام 2011، خلفًا لباركر.
بعد أعوام من التحضير والعمل، أُنجز (Spider-Man: Into The Spider-Verse 2018) لبيتر رامسي وبوب بيرسيشيتي ورودني روثمان. لعلّ أبرز المتفائلين في "سوني" لم يتوقع النجاح الاستثنائي والثناء النقدي اللذين نالهما؛ علمًا أن إيراداته الدولية، بين 14 ديسمبر/ كانون الأول 2018 و4 مارس/ آذار 2019، بلغت 363 مليونًا و60 ألفًا و194 دولاراً أميركياً، مقابل 90 مليون دولار أميركي ميزانية إنتاج. كما فاز بـ"أوسكار" أفضل فيلم تحريك (24 فبراير/ شباط 2019)، وهو الأول لشركة "سوني" في هذه الفئة، وأول "كَسْرٍ" لاحتكار شركتي "بيكسار" و"والت ديزني" للجائزة منذ 8 أعوام.
يمتلئ الفيلم بمميزات عديدة، أبرزها كامنٌ في "اختلاف" عالم الأبطال الخارقين. فبعد مسار قصصيّ سريع وبسيط لشخصية مايلز موراليس، الذي يتعرّض للدغة عنكبوت، تُسبِّب له تغيّرات في جسده، يذهب الفيلم في مسارات غير متوقعة نهائيًا، بدءًا من لحظة موت بيتر باركر، واكتشاف أن العالم الأرضي مجرّد بُعدٍ واحد من أبعاد الكون، إذْ هناك أبعاد متعددة ذات حيوات وعوالم أخرى. الشرير كينغبن يرغب في فتح تلك الأبعاد الكونية بعضها على بعض، ما يؤدّي إلى فناء الجميع. مايلز الصغير لن يستطيع إيقافه لوحده، فهو محتاج إلى مساعدة من عناكب أخرى، تأتي من الأكوان الموازية لإيقاف هذا المخطط: المرأة العنكبوت والرجل العنكبوت الـ"نوَار" (القادم من كون أبيض وأسود)، والخنزير العنكبوت (الحيوان الخارق القادم من كون كرتوني) وبيني باركر (القادمة من المستقبل البعيد)، وطبعًا بيتر باركر الآتي من بُعدٍ آخر، وهو أكبر سنًّا وأكثر سوداوية، ويحاول استعادة لياقته، وتعليم مايلز كيف يصبح بطلًا.
تفاصيل وشخصيات ومحاور قصصية بديعة، جعلت الفيلم متدفقًا ومختلفًا عن أي عمل آخر للأبطال الخارقين. هذا مُنجز رائع بحدّ ذاته، مع فيض أفلام الـ"كوميكس" السنوية. مع ذلك، هذا ليس المنجز الأكبر للفيلم، مع التجربة البصرية الجبّارة التي يمنحها للمُشاهد، المتمثّلة بأن يكون كل "كادر" أقرب إلى صفحة من كتاب مُصوّر، وبالاستخدام العبقري لأساليب رسم مختلفة، لتقديم كلّ شخصية من "العناكب"، ورسوم الأبيض والأسود مع "النوار"، أو "المانغا" الياباني مع شخصية بيني، أو رسوم الأفلام الكرتونية الكلاسيكية (تحديدًا Looney Toons مع الخنزير).
تناغم الأساليب المختلفة تلك أخرجت عملًا (117 دقيقة) يبدو كأنه معرض فني مستمرّ، مع قصّة جذّابة، وأداء صوتيّ ممتاز لغالبية المشاركين فيه (نيكولاس كايج لن يُنسى في صوت "سبايدر مان نوار").
ربما يكون العيب الوحيد في الفيلم أنّ شخصية الشرير كينغبن غير مشبعة، إذْ قُدِّمت بشكل عابر وسريع؛ وكذلك أعداء الرجل العنكبوت، الذين ظهروا بشكل كرنفالي سطحي في مشهدي حركة فقط، وإن ظلّ هذا الأمر مفهومًا بسبب تشبّع الفيلم بشخصياته وأحداثه وتأسيس عالمه.
لكن هذا لا يُقلّل من أهمية Spider-Man: Into The Spider-Verse، كأحد أفضل أفلام 2018، وأحد أفضل أفلام التحريك في الأعوام القليلة الفائتة.