عمرُ سبيدة ستة عشر عاماً، لكن يدها تطال النجوم. فعند حلول الظلام، تدير هذه الفتاة المولعة بعلم الفلك منظارها نحو السماء البعيدة للتآلف مع الكون وترود فضاءاته.
تحلم سبيدة بالسير على خطى أنوشه أنصاري، أول امرأة إيرانية اقتحمت الفضاء. وفي انتظار تحقيق حلمها، تكتب رسائل إلى... "السيد أينشتاين"، عالِمها المفضّل، وتقول في إحداها:"أريد أن تكون أفكاري كبيرة بحجم السماء. أؤمن بنفسي. أؤمن بالليالي التي أمضيها ساهرةً".
وفي البورتريه الرقيق الذي تخطّه لها ـ وتظهر سبيدة فيه جالسةً على حجر قبال الفضاء اللامتناهي ـ توحّد المخرجة مادسن الخاص والشامل، متناولةً في طريقها وضع المرأة في إيران والعزم الكبير الذي تحتاجإليه الشابات اللواتي يملكن جرأة الرغبة في إنجاز ذواتهنّ.
منذ وفاة والدها الذي نقل إليها ميله إلى العلوم، تعزم سبيدة على دخول الجامعة لدراسة علم فيزياء الفلك والتهام الكون. لكن خروجها ليلاً يعرّضها منذ الآن إلى عنف مجتمعها الذكوري. فعمّها يهدّدها في كل مرة قائلاً:"إذ حصل لك شيء فسأقتلك".
وعلى أمّها التي تريدها أن تطبخ وتكرّر لها: "ثمة أشياء أخرى غير النجوم"، تجيب الفتاة بقصيدة: "ليس سياج البِركة الذي يعذّبني، بل العيش مع أسماكٍ لا تعرف البحر".
يمكنهم أن يحاولوا منع سبيدة من تحقيق طموحها، لكنهم لن يفلحوا. فهذه الفتاة تتبع نجمها، ومقصدها.. "الدب الأكبر".