ليس خافياً انعكاس تدهور الوضع الأمني والسياسي في العراق على كل شيء، بما في ذلك السينما، وهي مثل جميع الفنون من أكثر المجالات هشاشة أمام هكذا مناخ، إذ لا يجد المشتغلون في هذا الفن الفرصة لتقديم أعمالهم وإنتاجها، ولا حتى القدرة على التحرّك للتصوير.
الجهات الرسمية باتت تعلن عجزها، فيما لا يبدو القطاع الخاص قادراً على تحمّل العبء، فلا سوق يمكن التعويل عليها لاسترجاع عائدات بعد إنتاج فيلم في مقابل ارتفاع تكلفة الإنتاج.
من هنا، جاءت مبادرة "المركز العراقي للفيلم المستقل" بتنظيم ورشات صناعة أفلام لمخرجين شباب في العراق، وهي ورشات انتظمت خلال الشهور الماضية، وأفضت إلى إنتاج ستة أفلام قصيرة ستُعرض يوم غد في "قاعة المسرح الوطني" في بغداد.
الأفلام التي أُنتجت، وستُعرض غداً هي: "هدية أبي" لـ سلام سلمان و"طعم الحياة" لـ ميدو علي و"مملكة النفايات" لـ ياسر كريم و"ظلام" لـ أوميد خالد و"سوبرمان العراقي" لـ سجاد عباس و"شعب بلا وطن" لـ وارث كويش.
شارك بعض هذه الأفلام في مهرجانات دولية خلال هذا العام، مثل فيلم "هدية أبي" الذي حاز على جائزة الدب الكريستالي في برلين.
الملاحظ في الأفلام المنتجة هو اللعب على المزج بين الروائي والتسجيلي في العمل الواحد، ولعل الفكرة الأساسية التي انطلقت منها الورشة بـ "ضغط التكاليف بالاعتماد على "ذكاء" الفنانين" تجعل ركيزة كل عمل هو الابتكار والطرافة.
اقرأ أيضاً: محاولات شابة لإنقاذ الفيلم العراقي