من مدينة هامبورغ الألمانية، أعلنت مجموعة "شاميرام الثقافية" انطلاقها، من خلال صفحة فيسبوك تضمنت بيانًا تعريفيًا، كُتب في بدايته: "في بلاد الشام، تلتقي الكثير من الثقافات القديمة والمختلفة ببعضها البعض لقاءً استثنائيًّا، ولا يزال هذا اللقاء مستمرًا حتى يومنا هذا، فهذه المنطقة متعددة الثقافات معروفة بأنّها مهد الحضارات، وأنها أنتجت للبشرية فنونًا رفيعةً، سواءٌ أكانت عربية، أم كردية، أم آشورية، أم أرمنية، أم آرامية، أم تركية، أم فارسية، وغيرها الكثير.
ولكلٍّ منها هويتها الخاصة، لكنها تتفاعل مع بعضها البعض لتشكّل لوحة فسيفسائية فريدة وذات طابع استثنائي". سوف يتمحور عمل المجموعة التي حملت الاسم الآشوري "شاميرام" المشتّق من الاسم الآرامي "سامو –رامات"، أي الجنة على الأرض، على تنظيم نشاطات ثقافيّة وفنيّة في المدينة، من خلال مجموعة من الأعضاء الفلسطينيّين، السوريّين واللبنانيّين، حملهم اللجوء القسري أو الاختياري إلى ألمانيا، ومن ثم هامبورغ.
ولكلٍّ منها هويتها الخاصة، لكنها تتفاعل مع بعضها البعض لتشكّل لوحة فسيفسائية فريدة وذات طابع استثنائي". سوف يتمحور عمل المجموعة التي حملت الاسم الآشوري "شاميرام" المشتّق من الاسم الآرامي "سامو –رامات"، أي الجنة على الأرض، على تنظيم نشاطات ثقافيّة وفنيّة في المدينة، من خلال مجموعة من الأعضاء الفلسطينيّين، السوريّين واللبنانيّين، حملهم اللجوء القسري أو الاختياري إلى ألمانيا، ومن ثم هامبورغ.
فضاء للتعبير عن هويّتنا
في حديث مع رشاد الهندي، وهو ناشط ثقافي فلسطينيّ ومقيم في ألمانيا منذ سنوات وأحد مؤسسي وأعضاء الملتقى، حول تأسيس "شاميرام"، قال: "كمجموعة مثقفين وفنانين من بلاد الشام وعموم المنطقة العربية، نلتقي كثيرًا ضمن فعاليات ثقافية وفنية في هامبورغ، حيث لكلّ منا مشروعه الخاصّ أو وظيفته.
"كما أن غالبيتنا جاء كوافد جديد إلى ألمانيا جراء الاحتلالات والدكتاتوريات والحروب التي استهدفت بالدرجة الأولى فئة المثقفين، وجدنا هنا مساحة مريحة نوعًا ما لنعبّر من خلالها عن هويّتنا وثقافتنا المشرقية الجميلة، لذا قررنا تأسيس ملتقى شاميرام كي يجمعنا ومن خلاله نستطيع التعبير عن أنفسنا كفنانين ومثقفين يحملون هوية شامية عربية واضحة، وبنفس الوقت نسعى لتبادل فني وثقافي مع غيرنا من الألمان والأوروبيّين وغيرهم في المدينة وفي ألمانيا، لنعرّفهم على هويّاتنا ونتعرّف إلى الآخرين".
فيما يتعلّق بأهمية الإنتاج الثقافي والفني في ظلّ الواقع السياسي للمنطقة العربية، يقول رشاد: "نعيش كمجتمعات مشرقية مرحلة تاريخية صعبة، بسبب الاحتلالات والديكتاتوريات والحروب، فقدنا الكثير من هويّتنا الثقافية بسبب هذا الواقع المتأزم منذ عقود إن لم يكن منذ قرون، نسبيًا قلائل هم المهتمون بالقضايا الثقافيّة والفنيّة، في الغرب تتوفّر نوعًا ما مساحة مريحة خارج هذه المنطقة التي أتينا منها تتيح لنا العودة لهذه الهوية الثقافية والفنية وإعادة إحيائها، فامتلاك هوية ثقافية خاصة هو أمر مهمّ جدًا ولا يعني أبدًا الانغلاق على النفس، إنمّا يسهّل التواصل مع الثقافات الأخرى، ويساعد على تبادل الأفكار والرؤى والتجارب، ذلك أنّ الثقافات مُلكٌ بشريٌ وعليها أن تثري بعضها البعض، هذه هويّتنا الأصلية التي تميّزنا وتعرّفنا على الآخر، وهي عامل مساعد لكي نفهم من خلالها كافة المشاكل والصعوبات التي تمرّ بها مجتمعاتنا".
بعيدًا عن القيود والابتذال
من ضمن مؤسسي وأعضاء المجموعة، الفنانة السورية رزان صبّاغ والمقيمة في هامبورغ، وفي حديث عن "شاميرام"، قالت: "إن تركيزنا ليس على العمل السياسي المباشر، لكن بالنهاية الثقافة بجزء منها تحكي عن السياسة بشكل أو بآخر، لكن المهم هو أن نمارس نشاطاتنا الثقافية بطريقة حرّة، بعيدًا عن القيود التي عشنا بها، حيث لم نتمكن من البوح بوجهات نظرنا كما يحدث اليوم. وبالتالي، بالإضافة إلى أن بلاد الشام هي التي تجمعنا، لكن أيضًا الضغوطات السياسية المختلفة التي تم ممارستها علينا هي متشابهة وحدّت من مساحات التعبير عن أنفسنا بما في ذلك ثقافاتنا. من المهم اليوم، وفي مدينة مثل هامبورغ وكذلك ألمانيا، أن نقدّم منتجًا ثقافيًا حقيقيًا عن هويّاتنا وقصصنا، بعيدًا عن الابتذال. كفنانة سورية تعمل في مجال الفنون البصرية، أصبحت المواضيع عن اللاجئين السوريين والأحداث مبتذلة جدًا، حيث أن نشاطات ثقافية كثيرة تُقام تحت هذه العناوين لجذب الجمهور لا غير، بعيدًا عن سيرورة البحث عن أعمال صادقة".