وبمقر المبادرة بحي الرمل بمحافظة الإسكندرية، يستقبل المبادرون الفئات العمرية المختلفة، ويقول رئيسها العشريني أحمد ضياء، إنّه درس إدارة أعمال في كلية التجارة، لكنه تخصص في الأعمال اليدوية منذ فترة، بالإضافة إلى حصوله على العديد من الدورات في التنمية البشرية".
ويشير العشريني إلى أنه فكّر بمعية ثلاثة من أصدقائه في إطلاق هذه المبادرة، من أجل مشاركة تخصصاتهم ومهاراتهم مع الآخرين، نظرا لكون كل واحد منهم متخصصا في فن معين، فمنهم متخصص في "الكورشية أو التريكو"، وهو من الحرف اليدوية الجميلة، وآخرون متخصصون في فن الخرز أو النحاس أو الأوريغامي وهو فن طي الورق، وبدأوا يعلمون بعضهم بعضاً.
ضياء الذي ألف كتاباً عن الأشغال اليدوية موجود حاليا في مكتبة الإسكندرية، يوضح أنه بعد إتقان مؤسس المبادرة كل الفنون اليدوية المختلفة بدأوا في عقد دورات بسيطة لكل الفئات حتى تمكنوا واحترفوا ذلك، مشيرا إلى أن الفئات المستهدفة من المبادرة أولا الأطفال، إذ نحرص على أن نحببهم في قيمة الإنجاز وهم صغار وتأهيلهم باستخراج منتجات بأيديهم ومنها "المقلمة" أو تعليمهم كيفية إعداد أشكال للزينة لتعليقها في منازلهم أو مدارسهم بعد ذلك، كما يستهدفون أيضا الشباب بتعليمهم الأعمال اليدوية كافة لاستخراج منتجات يقومون بييعها والحصول على مقابل مادي، أو الدخول في المبادرة والعمل على المساهمة في تدريب آخرين من الصغار والشباب.
ويتابع ضياء، إنّ " تعليم الأعمال اليدوية تكلفته أقل بكثير من تعلم برنامج فوتوشوب الذي يصل سعره إلى ألفين جنيه (حوالي 122.1038 دولارا أميركيا)، لذا نعقد ورش المبادرة بأسعار قليلة لا تتعدى 25 جنيها (1.51 دولار أميركي)، ونعمل على توفير الأدوات والخامات مجانا من الجهود الذاتية"، مشيرا إلى أن عدد المدربين في المبادرة وصل حاليا إلى 15 شابا.
وحول أهم الأوقات في العام من عقد ورش للأعمال اليدوية، يقول ضياء إنه طوال العام الدراسي يتم عقد ورش بالتنسيق مع المدارس والحضانات والمراكز التعليمية المختلفة، أما في الموسم الصيفي فتكون الأوراش أكثر في مقر المبادرة، إذ يحرص أولياء الأمور على استقدام أولادهم إلى المبادرة لتعليمهم واستثمار أوقاتهم، موضحا أن المشروع بدأ ينتشر في المحافظة من خلال الدعاية المختلفة والأشخاص المحيطين وعبر صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
ويكمل ضياء: "أي ورشة نقوم بها نقسمها إلى محورين، يهتم المحور الأول بالجانب التعليمي الذي يكون مفتوحا في وجه أي شاب جديد في المجال لتعلم الأساسيات من فن الورق والتطبيق والرموز مثل المركب والطائرة، أما المحور الثاني فيشمل الجانب التدريبي الذي نركز فيه على تطبيق ما تعلمه المتدرب ويكون سعيدا برؤيته نتيجة عمله في النهاية".
أما الشاب عبد الرحمن رفعت (15 سنة)، فيشير إلى أنه جاء لـ "شبابيك" لتعلم فنون الديكور بالورق المختلفة واستطاع أن ينجز كتابا مصنوعا من الورق يضم معالم الإسكندرية والقاهرة.