"شوفتهنّ": النسوية جنوب العالم

تأسست خلال السنوات الماضية عدّة تظاهرات في العالم العربي تُعنى بأحد الإبداعات الفنية التي تقدّمها المرأة، ومنها تونس التي شهدت انطلاق "ملتقى المبدعات العربيات"، و"مهرجان المسرح النسوي"، و"مهرجان الشاعرات المبدعات"، والتي يتعامل معظمها مع التجارب النسائية بوصفها حالة استثنائية أو موضوعاً للدراسة بينما هي حاضرة في جميع إشكاليات الواقع.

ويغيب بالطبع عن أغلب هذه الملتقيات المبدعون الرجال في تصنيف يُحدّد على أساس الجندر، وربما في ذلك انتقاص للمرأة نفسها أيضاً، ويجعل منها فعاليات أحادية في تصوّرها ورؤاها وتفاعل المشاركين فيها.

في هذا السياق، افتتحت مساء أول أمس الخميس فعاليات الدورة الثالثة من "المهرجان الدولي للفن النسوي" (شوفتهنّ) في تونس العاصمة، والتي تتواصل فعالياتها حتى يوم غدٍ الأحد بمشاركة حوالي مئة فنانة من خمسين بلداً.

يحتضن "المسرح الوطني" في ساحة الحلفاوين في مدينة تونس العتيقة قرابة 450 عملاً في حقول متنوّعة كالسينما والمسرح والفنون التشكيلية والفوتوغراف، وهو من شأنه أن "يُفسح المجال أمام المبدعات لتقديم أعمالهن الفنية، خاصة أولئك اللاتي لم تحظين بفرص إبراز إبداعاتهنّ في المحافل الكبرى"، بحسب بيان المنظّمين.

ويشير البيان ذاته إلى أنه "منذ كانون الثاني/ ديسمبر 2010، لا تمر تونس فقط بعملية انتقال سياسي من خلال الإصلاحات المؤسساتية، ولكن أيضاً من خلال إعادة التفاوض حول العلاقات الجندرية، وأن فكرة المهرجان تكمن في مساءلة السلطة التي تتحكم في الأجساد المجندرة والجنس، ويمكن اعتبارها إرثاً لقوة سلطوية تتغلغل بشدة في المجتمع التونسي والمنتجات السياسية والثقافية".

يتضمّن البرنامج جلسات تناقش عدّة محاور هي: "النسوية والدولة: التوظيف السياسي للقضايا النسوية، وكيف تقوم الدولة بقمع الحركات النسوية أو الترويج لها لخدمة مصالحها؟"، و"النسوية في دول الجنوب: ماهية النسوية في بلدان الجنوب ودول ما بعد الاستعمار؟ إلى أي مدى تتقاطع هذه النسوية، وكيف نفسر هذه التقاطعية، في تطبيقها وضرورتها، تاريخياً واجتماعياً؟"، و"هل تم تكييف نسوية دول الجنوب العالمي والى أي مدى يتمدد تأثير الحركة النسائية الغربية؟".

يشارك في المهرجان مشروع "بُصّي" الذي تأسّس في مصر عام 2006، حيث يقيم ورشات تهدف إلى خلق مساحة حرة للنساء والرجال فى مصر لحكي التجارب الشخصية المسكوت عنها في المجتمع، وعرض كوريغرافي للفنانة ملاك السباعي، والفنانة الكردية زوي ماك فيرسون بحفل يضمّ مقطوعات من الموسيقى الإلكتروني من تأليفها، إلى جانب معرض للفوتوغرافية صوفية بركات.