ما زالت البلدان العربية بالعموم متأخرة في مجال الصناعة الثقافية؛ وبالرغم من أن دولاً أوروبية وآسيوية مجاورة كثيرة باتت تعدّ الثقافة والصناعات الثقافية من مصادر الدخل القومي ضمن رؤية لا تقصر المرابيح في أبعادها المادية بل تذهب إلى ملامسة انعكاساتها الفكرية والتنموية على البلاد.
من المفترض أن تقوم الصناعة الثقافية على سلسلة من المنظمات والمؤسسات رسمية وغير رسمية والتي تربط الفنانين الذين ينتجون أعمالاً (الكتب والأفلام والسينما والبرامج التلفزيونية والموسيقى وغيرها) بعدد كبير من المستهلكين.
لكن هذا لا يحدث في البلاد العربية ربما لأن هذه الجهات لا تقوم بهذا الدور ولا وجود لسياسات ثقافية فاعلة وناشطة في هذا السياق، ويمكن القول إن القطاعات كلها تقوم على عمل أفراد وليس وفق خطة منهجية بهدف تنمية الصناعة الثقافية.
في هذا الإطار تبادر وزارة الثقافة التونسية إلى عقد فعاليات "الصالون الأول للصناعات الثقافية الإبداعية" ما بين 29 و31 من الشهر الجاري، في "مدينة الثقافة" في تونس العاصمة، حيث يتوجه الملتقى إلى أصحاب المشاريع الفنية والثقافية المبتكرة والمستثمرين الثقافيين.
من جهة أخرى، أعلنت الجهة المنظمة أن التظاهرة ستقدم أيضاً فكرة واضحة عن آليات الدعم العمومي التي تمنحها وزارة الشؤون الثقافية وبقية الأطراف الفاعلة في المجال الثقافي.
كذلك يتناول الصالون محورين أساسيين وهما: "النظام البيئي للصناعات الإبداعية في تونس" و"الاستثمار الثقافي: الحوافز والآليات والدعم والإطار القانوني".
يسعى المنظمون أيضاً إلى إعادة التفكير في الصناعات الإلكترونية مثل ألعاب الفيديو، وكيف يمكن الاستثمار في هذا المجال لدى الناشئين، ويجري أيضاً تنظيم لقاء حول "الثقافة الرقمية المخاطر والفرص".