تحت عنوان "أربعة في أربعة"، يقيم "متحف بول فاليري" في باريس، حالياً، معرضاً يجمع أربعة معارض يشارك فيه الفنان الفلسطيني بشار الحروب، ومن فرنسا الفنانتان سيسيل بورن وإيزابيل لودوك والفنان بيار لوك بوجول، ويتواصل حتى الثلاثين من الشهر الجاري.
يحضر الحروب (1978) بمجموعة من الأعمال في معرض خاص به بعنوان "عتبات"، يتضمن مختارات من مجموعاته المختلفة من السنوات السابقة، وتجمع هذه الأعمال ثيمات مشتركة تتعلق بالهوية والذاكرة والمكان والألم الإنساني.
يتضمن المعرض مشروع "لامكان" الذي اشتغل فيه الحروب على اللاجئين وصورهم وتوظيفها في وسائل الإعلام المختلفة، ويعيد قراءة صورة ضحايا الحروب بعيون هؤلاء الضحايا أنفسهم، عيون جائعة وخائفة ومشردة وبائسة، ولكن يبدو أيضاً أنها مستسلمة للكاميرا، كما لو أن هذه الصورة هي جزء من مصير اللاجئ أو ضحية الحرب.
"لا مكان" (2014) هو استكشاف وتكثيف لمسألة الأطفال اللاجئين والمشردين. المساحات المفتوحة بيضاء أو ذهبية، تثير بشكل مكثف مسألة الوجود بلا مكان أو وطن أو منزل. يطرح الفنان عدة تصورات لأن يكون الإنسان مشرداً أو لاجئاً ومادة لتقارير إعلامية، وأن يكون في مكان بديل هش ويعيش فكرة المؤقت من جيل إلى جيل.
وفي "شاشة صامتة" (2015) يواصل الفنان عمله على ثيمة الحرب، فيصوّر الخوف والألم، وفي الأعمال كذلك استدعاء لتجارب عالمية عن الحروب. الرعب والمأساة وعدم جدوى الحرب هي أساس هذا المشروع، يقف الفنان عند تجريد عدد لا يحصى من الضحايا الأبرياء والمجهولين من إنسانيتهم ومن هوياتهم الفردية؛ لذلك يضعنا الحروب أمام حشود من البشر متماثلين وكأنهم نسخة مستنسخة بلا توقف.
كذلك يعرض المتحف أعمالاً من مجموعة "أساطير" (2017) وهي نتاج إقامة فنية في مدينة شفشاون المغربية، وهي أعمال موضوعها العزلة.
تلتقي أعمال "أساطير" بشكل ما مع أعمال مجموعة "الناسك" (2019) التي أنجزها الحروب أيضاً في إقامة فنية في جزيرة جربة بتونس، وواصل فيها مقاربة العزلة ولكن من جانب صوفي اتربط بالمقامات والجوامع في المدينة.