"عمران" في عددها 13: مساءلة عربية للجامعة

04 اغسطس 2015
نور الدين شاطر/ المغرب
+ الخط -

باعتبارها إحدى أهم أدوات تجديد المجتمع لنفسه، فإن الجامعة ينبغي أن تكون هي بذاتها مجالَ نظر فكري ونقدي. عموماً، لا يبدو ذلك متوفراً كفاية، فالباحثون هم في معظمهم جزء منها، وقلّما التفتوا إليها بالدرس، وإن فعلوا فغالباً ما يتم التخفف من الأسئلة القاسية والمُحرجة.

لعلّ الدوريات التي تعنى بالعلوم الإنسانية هي الفضاء الذي يتيح للباحثين أن يتحرّروا من موقعهم داخل الجامعة، لتكون هي الأخرى مادّة درس مثل كل المواد الأخرى. وفي العدد الأخير (الثالث عشر) من مجلة "عمران" التي يصدرها "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" نجد اهتماماً بالجامعة في العالم العربي من منطلقات العلوم الاجتماعية والإنسانية.

نقرأ، ضمن هذا الملف، دراسة لـ عامر مهدي دقو بعنوان "العلاقة بين التعليم الجامعي والديمقراطية في الوطن العربي" تتصدى بالدرس للعلاقة المثيرة بين الحياتين الأكاديمية والسياسية. بحث يتحرّك بين عشر بلدان عربية هي: الجزائر ومصر والعراق والأردن ولبنان وفلسطين والسعودية والسودان وتونس واليمن.

فيما يتناول كل من نضال المصري ومحمد الآغا بعداً آخر من القضية، من خلال مقال "إدارة المواهب البشرية في الجامعات الفلسطينية"، حيث يقدمان بحثاً يفضي إلى مقترح بتبني استراتيجية إدارة المواهب على الجامعات الفلسطينية.

كما أنجز علام محمد موسى حمدان دراسة بعنوان "الطريق نحو الجامعات البحثية عالمية المستوى، دراسة شمولية في الجامعات العربية"، يحاول من خلاله توظيف نموذج الجامعات البحثية من اجل وضع رؤى حول حوكمة التعليم العالي في الوطن العربي، كما يلتفت إلى قدرة الجامعات العربية على جذب الكفاءات من الباحثين والمدرّسين والمواهب من الطلاب.

وفي مقال بعنوان "الحركة النقابية لمدرّسي الجامعة التونسية" يجمع منير السعيداني بين أدوات البحث الاجتماعي والبحث التاريخي، حيث يحاول وضع تحقيب لتاريخ الحركة النقابية للأساتذة الجامعيين في تونس يفتح على قضايا عامة في تاريخ تونس.

إضافة إلى المقالات المتعلقة بالموضوع الرئيس للعدد، نقرأ دراسة لـ إميل مارون تحمل عنوان "الحركات البيئية اللبنانية وتغيير التوجّهات الثقافية". وأخرى لـ عبد الحميد فائز عن "النظام الاجتماعي للحرب في المجتمع البيضاني قبل الاستعمار".

هذا ويُختتم العدد بباب المراجعات، وفيه نقرأ: مراجعة مراد دياني في كتاب "كيف ينظر الغرب إلى بلدان الخليج العربي؟"، و مراجعة فتحية الحساني "إشكاليات التفاوتات الاقتصادية في رأس المال الجديد"، ومراجعة صوفي ريتشير- ديفروي لكتاب "اللاجئون الفلسطينيون في المشرق العربي: الهوية والفضاء والمكان".

المساهمون