"عملوا مع السيسي الجلاشة"!

قديماً قالوا "الجزاء من جنس العمل". ومن الواضح أنّ أنصار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يُعانون بشدة من هذه المقولة هذه الأيام... فالذين ملأوا الدنيا صراخاً وعويلاً من نظر الرئيس المعزول محمد مرسي في ساعته أثناء مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لم يجدوا ما يقولونه ليُبرروا المهانة التي تعرّض لها زعيمهم أثناء زيارته الحالية لأوروبا والتي بدأها في إيطاليا. 

ففي سابقة هي الأولى من نوعها، وأثناء مؤتمر صحافي بين رئيس الوزراء الإيطالي ماثيو إيرينزي والسيسي، ترك إيرينزي السيسي يردّ على أسئلة الصحافيين وانشغل بالنظر في هاتفه المحمول، والرد على بعض الرسائل التي وردت إليه. ولم يكتفِ بذلك بل قام بالنظر للخلف، وكأنه يؤكّد للجميع أن ما يحدث لا يعنيه في شيء. 

ثم أصر على توصيل رسالة سلبية، للسيسي عندما أوضح للجميع أنه لا يضع سماعة الترجمة في أذنه.

ولم تكن هذه هي الإهانة الوحيدة للسيسي. فصحيفة "لاستامبا" الإيطالية وصفت السيسي أثناء لقائه ببابا الفاتيكان بـ"الأخرق المبتسم"، ليُسجّل ذلك سبقاً لسياسي كبير، وخرقاً للأعراف الصحافية، فضلاً عن كون المعني رئيس دولة في زيارة رسمية. 

وكعادة الإعلام الموالي للسيسي، لن يعجز القائمون عليه عن البحث وراء مبررات للفضيحة. فعمرو أديب حاول تجنب رؤية الإهانة الواضحة من رئيس الوزراء الإيطالي للسيسي، وعلل ذلك بصغر سنه. وتناسى أديب الأعراف الدبلوماسية التي لا تترك لمسؤول، مهما صغرت سنّه وقلّت خبرته دون ترتيب هذه الأمور له.

أما الإعلامي معتز مطر فرأى ما حدث في المؤتمر الصحافي إهانةً شديدة، وقال إن ما حدث يؤكد للسيسي: "أنه بعد الهوا بتلات شوارع، أنت لا شيء". وتساءل مطر: "أخبروني ماذا يعني تجاهل رئيس الوزراء للسيسي أثناء المؤتمر الصحافي غير الإهانة"، وأكد مطر أن لاستامبا قامت بالواجب مع السيسي.

الإعلامي محمد ناصر حاول البحث عن تفسير للواقعة، ولكن بشكل ساخر، فافترض أن رئيس الوزراء الإيطالي انشغل في تكملة لعبة "المزرعة السعيدة"، أو كان يتابع إحدى مباريات كرة القدم، أو حاول الرد على رسالة وصلته أثناء المؤتمر الصحافي.

وبرّر ناصر عدم وضع رئيس الوزراء لسماعات الترجمة بشعوره بالضجر، وأشفق ناصر عليه من مشاركة السيسي في المؤتمر الصحافي، وعلّق: "الراجل ده لو كان المؤتمر طوّل شوية كان قلع البنطلون أو القميص وطلع من هدومه". 

الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي استقبلوا ما حدث بالعديد من التعليقات الساخرة، فالناشط "عاطف" وصف ما حدث للسيسي بـ"زفة العوالم". أما الحقوقي هيثم أبو خليل فوصف ما حدث بـ"المسخرة"، وأكد أن تبرير عمرو أديب في منتهى السذاجة. 

وعن وصف "لاستامبا" للسيسي بـ"الأخرق المبتسم"، قالت الصحافية آيات إنها فضيحة وعنونتها بـ"فضيحة مستر فرخة". وفسر الناشط مروان ما حدث بقوله: "ما هو لو كان الرئيس السيسي رئيساً شرعياً كانوا احترموه". في حين رأى خالد أن ما حدث يعبر عن "حجم السيسي الحقيقي". 

ومن جهته، جاء الناشط عمرو باللفظ الإيطالي الذي استخدمته لاستامبا، ونقل ترجمته بالإنجليزية، وعلق: "إيرينزي ولاستامبا عملوا مع السيسي الجلاشة". في حين وصف أحد الناشطين كلام الجريدة بأنه "سيظل من الأقوال المأثورة"، وتساءل ناشط آخر عن مؤيدي السيسي ورد فعلهم، وقال: "فين عبيد السيسي، إنهم يسبون آلهتكم".