خلال ثمانينيّات القرن الماضي، شكّلت "أيّام عنّابة للفيلم المتوسّطي" (اسم المهرجان في نسخته السابقة) محجّة سينمائية متوسّطية. لكنه توقّف مطلع التسعينيّات، بسبب الأزمة الأمنية التي عاشتها البلاد. وتُشكّل عودته خبراً سعيداً لعشّاق الفن السابع الذين يأملون في أن تدفع قُدماً بالمشهد السينمائي في عنّابة، وتعيد الحياة إلى قاعاتها المهجورة.
يُضاف المهرجان إلى عدد من التظاهرات السينمائية التي تُقام في المدينة، مثل "عنّابة - سينما" التي انطلقت منذ سبع سنوات، وتشمل عروضاً وندوات سينمائية خلال ثلاثة أيّام، و"سينما تحت النجوم"، التي يُنظّمها "المركز الثقافي الفرنسي" بداية كلّ صيف، وتتضمّن عروض أفلام عربية وأجنبية في الهواء الطلق على مدار أسبوع.
مؤخّراً عُيّن المخرج السينمائي سعيد ولد خليفة محافظاً للمهرجان، ونُصّبت لجنة لتحضير الحدث السينمائي تضمّ أسماء ثقافية وفنيّة وأكاديمية من المدينة، منهم مدير الثقافة إدريس بوذيبة والممثّل جمال حمّودة وأستاذ الإعلام والاتّصال عاشور سعيدي.
في الدورة الأولى من نسخته الجديدة، التي تُقام بين الثالث والعاشر ديسمبر/ كانون أوّل المقبل، يستضيف المهرجان عدداً من أفلام سينما البحر الأبيض المتوسّط التي ستتنافس على سبع جوائز، أبرزها الجائزة الكبرى التي تحمل اسم "العنّاب الذهبي".
يكرّم المهرجان عدداً من الوجوه السينمائية التي رحلت خلال العام الجاري، مثل المخرجين الجزائريّين بن عمر بختي وعمّار العسكري والممثّل المصري عمر الشريف.
تركّز الدورة، على ثيمة الهجرة غير الشرعية أو "الحرّاقة" كما يسمّيها الجزائريّون؛ حيث ستُعرض أفلام سينمائية تناولت الظاهرة، وتُقام ندوة دولية حول الموضوع. كما يُنظّم، على هامش المهرجان، معرض تاريخي المؤرّخ الفرنسي بنيامين ستورا.