تغلب المعارض الجماعية على معظم الفعاليات التي تنظّمها صالات العرض في أكثر من بلد عربي مع استقبالها الزوّار بعد إغلاق تسبّب فيه فيروس "كوفيد – 19" المستجد، ويبدو أن معظمها تندرج ضمن المقتنيات الدائمة للغاليريهات، في تجنّب لمغامرة تنظيم معارض فردية جديدة قد لا تستقطب جمهوراً كافياً.
"عين المتلقي" عنوان المعرض الذي يفتتح عند السابعة من مساء اليوم الأحد في "قاعة أوبونتو للفن التشكيلي" بـالقاهرة، ويتواصل حتى التاسع عشر من الشهر الجاري، بمشاركة أكثر من مئة وخمسين عملاً لفنانين يمثلّون أجيالاً وتيارات متنوّعة في المشهد التشكيلي المصري.
يستعيد المنظّمون أعمال الفنان راغب عياد (1882 – 1982) الذي يتميّز أسلوبه التعبيري بحيوية ضربات فرشاته، وكذلك ديناميكية الحركة المستمرة في استخدامه للألوان الصارخة، ويعد من أولى التجارب التي تأثرت بشكل واضح بفنون مصر القديمة ورسومات المعابد والقبور، مع توجّه نحو الاختزال في تقديم مفرداته في مرحلة متأخرة من مشواره.
واقتربت موضوعاته التي تناولها من الحياة المصرية من المدرسة الواقعية بحيث يصبح الفراغ اللوني بمساحة صغيرة بينما العناصر تتحرك جميعها داخل اللوحة ، كما في أهم أعماله: "الحياة في الريف"، و"نساء في الحقل"، و"العازفون"، و"رقصة سودانية"، و"قهوة أسوان"، و"الجاموسة"، و"الفلاح والثيران"، وغيرها.
كما تُعرض أعمال الفنان سيف وانلي (1906 - 1979) التي تعكس اللوحات المعروضة التفاصيل التي اهتمّ بها الفنان، سواء التي تتناول مسقط رأسه في الإسكندرية، أو التي تصوّر النوبة حيث أقام فترة طويلة ونقَل معمار المنطقة ومناظرها الطبيعة وتقاليد أهلها من أزيائهم وطقوسهم وتقاليدهم، والملاحة في نهر النيل.
شكّلت الموسيقى موضوعاً أساسياً لديه حيث رسم عازفين لآلات مختلفة بأساليب متنوّعة وراقصين وممثّلين في العديد من البورتريهات، إلى جانب اهتمامه برسم الأطفال أثناء ممارستهم لألعابهم، وتوظيف الأشكال الهندسية المبسطة مع التأثيرات المستقبلية والتكعيبية.
يضمّ المعرض أيضاً أعمالاً للفنانة عفت ناجي (1905 – 1994)، استمدتها من المخطوطات الشعبية القديمة، المتمثلة في الرسوم التوضيحية الخاصة بعلم الميكانيكا والرياضيات والكيمياء والتنجيم والفلك والزخارف الموجودة على الأزياء القديمة، ومشاهد من النوبة ومشروع السد العالي بأسوان، قدّمتها في أشكال فنية جديدة مبتعدة عن المحاكاة والنقل المباشر.
ويحتوي المعرض أيضاً أعمالاً للعديد من الفنانين مثل جورج بهجوري (1938)، وجرجس لطفي (1955)، وفاسيلا فريد (1915 – 2007).