"فتح" ترفض التحالف مع "حماس" بلدياً... وتلتزم بالنتائج

10 اغسطس 2016
من الانتخابات الأخيرة في جامعة بيرزيت (عباس مومني/فرانس برس)
+ الخط -


يؤكد القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، النائب في المجلس التشريعي، فيصل أبو شهلا، أنّ حركته لن تتحالف مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأي شكل من الأشكال في الانتخابات البلدية المقبلة، المزمع عقدها في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. ويقول أبو شهلا، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنّ حركته قد تدخل في تحالفات مع نظرائها في "المشروع الوطني الفلسطيني"، من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، بشكل بعيد كل البُعد عن أي تحالفات مع حركة "حماس" في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكانت وسائل إعلام فلسطينية تناقلت أبناء خلال الأيام الماضية عن وصول قياديين من "فتح" بالضفة إلى غزة لبحث التحالف مع "حماس" في الانتخابات، وهو ما تنفيه الحركتان، رغم شيوع الأخبار حولها بقوة في الأسبوع الأخير.
ويضيف أبو شهلا أن خيار التحالف مع حركة "حماس" في قوائم مشتركة ضمن الانتخابات البلدية المقبلة لم يُطرح بشكل رسمي أو غير رسمي في الأوساط الرسمية والقيادية داخل الحركة، مشدداً على أن حركته منفتحة على الجميع من دون التحالف مع حركة "حماس". ويوضح أنّ حركته ستكون منفتحة على الجميع في بحث التحالفات للمشاركة في الانتخابات البلدية على قاعدة اختيار شخصيات وطنية ذات كفاءة تتوافق مع البرنامج السياسي الخاص بمنظمة التحرير الفلسطينية، وتستطيع من خلالها تقديم خدمات مميزة للشعب الفلسطيني.
ويعتبر القيادي في "فتح" أنّ الانتخابات البلدية والمحلية هي استحقاق وطني وانتصار ديمقراطي ستلتزم به حركته، وستعمل بشتى السبل والوسائل من أجل إنجاحه، عبر تقديم ما هو مطلوب لتحقيق سبل نجاح العملية الانتخابية كاملة. ويلفت إلى أنّ الانتخابات البلدية فرصة لمشاركة الفصائل الفلسطينية بشكل كامل في خدمة المجتمع الفلسطيني وفقاً لنظام الانتخاب النسبي الكامل الذي يؤمّن مشاركة الجميع، إضافة إلى أنها فرصة لإعادة توحيد البيت الفلسطيني من خلال إمكانية إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية مستقبلاً.


وعن موقف حركة "فتح" في حال فازت حركة "حماس" في الانتخابات البلدية، يشير أبو شهلا إلى أنّ ميثاق الشرف الذي وقعته الفصائل الفلسطينية مجتمعة برعاية لجنة الانتخابات المركزية، يُلزم الفصائل بقبول نتائج الانتخابات واحترامها، سواء فازت حركة "حماس" أو "فتح" أو غيرها من الفصائل. ويؤكد أن حركته، ورغم حالة الخصومة السياسية القائمة مع حركة "حماس" منذ سنوات عدة، إلا أنها ستقبل نتائج الانتخابات أياً كانت وستعمل على إنجاح مشاركة الجميع بها، وتسهيل إجراء الانتخابات بشكل يضمن مشاركة واسعة من الفصائل الفلسطينية.
ويعتبر أبو شهلا أنّ الانتخابات تُعتبر الوسيلة الحالية للخروج من المأزق السياسي المعقّد الذي تعيشه الساحة السياسية الفلسطينية عبر التوجّه لصناديق الاقتراع من أجل إجراء الانتخابات البلدية الخاصة بالمدن والمجالس الأهلية في الضفة الغربية والقطاع. ويوضح القيادي في "فتح" أنّ حركته لن تسمح بأي تدخّلات إسرائيلية ستعيق إجراء الانتخابات في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل وستتصدى لها، مؤكداً أن القرار في حركة "فتح" هو التوجه للانتخابات وإجراؤها بشكل متزامن في الضفة الغربية وقطاع غزة للمرة الأولى منذ عام 2006.
وتخشى أوساط في حركة "فتح" من تفتت أصوات مناصري الحركة بين قائمتين، الأولى للشرعية التي يمثلها الرئيس محمود عباس، والثانية للقيادي المطرود من الحركة محمد دحلان، على الرغم من محاولة الأخير الظهور بمظهر الموحِّد لـ"فتح"، وإعلانه الرغبة في تشكيل قائمة واحدة للحركة في الانتخابات. وبدأ قياديون من "فتح" في الضفة الغربية بالوصول إلى غزة تباعاً، لترتيب الأوضاع الداخلية للحركة، وتسهيل عملية تشكيل قوائم الانتخابات المحلية، في أول استحقاق انتخابي ستعيشه الأراضي الفلسطينية منذ عشر سنوات، يُتوقَع منه أنّ يكون مدخلاً لتجديد الشرعيات، التشريعية والرئاسية.
وأعلنت حركة "الجهاد الإسلامي"، في وقت سابق، أنها لن تشارك في الانتخابات المحلية، وهي أول فصيل فلسطيني يعلن المقاطعة، معللة ذلك بأنّ الوقت غير مناسب لهذه الخطوة، وأنّ الأولوية يجب أن تكون للمصالحة الوطنية والشراكة.

المساهمون