خلف كل أسير، تبقى خارج السجن قصص معاناة تعيشها الأم والأب، والزوجة، وطفل قد لا يعرف شيئاً عن والده ولم يره إلا في صورة فوتوغرافية. هؤلاء غالبا ما تلتقط الكاميرا صورهم في قاعات المحاكمات وفي ساحات المظاهرات وفي لحظات الإفراج عن المعتقلين، لكن الحلقة تسلّط الضوء على تفاصيل السنين التي يقضونها في الانتظار، وتعيش كاميرا الجزيرة معهم، انتظارا للقاء قد لا يأتي أبدا.
وتروي حلقة "الزمن المفقود"، التي تبث الأربعاء 13 أبريل/ نيسان، قصة زوجة الأسير رامي عنبر التي سمح لها بزيارته لأول مرة بعد اعتقاله بست سنوات، لتكتشف بعد لقائهما كيف تغيّرت ملامحه، فلم تعرفه ولم يعرفها، وأجهشت بالبكاء كل الزيارة، أما طفلتها التي بلغت 12 عاماً فعلاقتها بوالدها الأسير مجرد صورة في ألبوم.
وتتكرر المأساة مع أطفال عائلة الهمص الذين يعيشون فصول الحياة دون والدهم الأسير، وأم الأسير محمد الحشاش التي من شدة حزنها على ابنها أصابها الشلل، وسجنت في غرفتها أكثر من خمسة عشر عاماً، وأم الأسير من عائلة المصري المصاب بالسرطان التي تعيش حالة موت مؤجل منذ شروق الشمس حتى غروبها، وهي تنتظر ما يخبئ لها القدر، وكل أملها أن يعطى ابنها فرصة للموت في حضن أمه.
قصص كثيرة تنقلها هذه الحلقة من برنامج فلسطين تحت المجهر، منها قصة الأسير المحرر مصطفى المسلماني، الذي فرض عليه الإبعاد مع الحرية، وهو يتحسر على زمن ضاع لم يعش مع أبنائه طفولتهم ومراهقتهم وشبابهم، ولم يشاركهم تخرجهم من الجامعات ولم يفرح بزواجهم، كل هذه المعطيات صنعت بينهم رتابة رغم الاشتياق، حيث يعيشون غربة فرضت عليهم لأن الاحتلال لم يعتقل الأسير وحده، بل اعتقل الأسرة الفلسطينية معه.
حلقة "الزمن المفقود" هي العمل الثاني للمخرج مصطفى النبيه مع برنامج فلسطين تحت المجهر، فقد أخرج سابقا حلقة "أقوى من الكلام" عن واقع الصم في قطاع غزة المحاصر قبل وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير.