وتحمل لوحات أحد الفنانين المشاركين في المعرض رسائل إنسانية لا تخلو من السياسة والواقع، فحمد العماري خريج كلية فنون جميلة ويمارس الرسم منذ سنوات قال لـ"العربي الجديد"، إن حظه الحسن جعله يجلب معه من سورية بعض اللوحات وأدوات الرسم، حيث يعمل حالياً مدرساً لمادة الرسم داخل المخيم.
وسبق للعماري أن شارك في معارض تشكيلية أقيمت في عمان، دبي، وأخيراً في كاليفورنيا. يضيف: "المعرض الذي شاركت فيه بالولايات المتحدة كان بمساعدة صديق وبالاشتراك مع فنانة أميركية من أصول سورية، وكان المعرض حول الأطفال السوريين الذين عايشوا الحرب".
ولفت العماري النظر أن أكثر ما فاجأه، استغراب الجمهور وعدم اطلاعهم على معاناة الإنسان السوري عن قرب، وتساؤلهم عما إذا كانت هذه الآلام التي تحملها اللوحات حقيقة فعلاً، وقال إن إحدى لوحاته كانت لطفل عمره 10 سنوات فقط، لكنه بملامح أقسى وأكبر من عمره، مثل كثير من الأطفال ضحايا الحرب الذين كبروا وحملوا هموما أكبر منهم، مضيفا: الحرب والدمار الهائل الذي لحق بالبشر، أكثر ما أركز عليه في لوحاتي، ورغم كل الألم الذي أرسمه فإن هناك بصيصاً من الأمل والنور".
ويقول مسؤول فريق ينبوع، عبدو الحسين، الذي ينشط في تنظيم المعرض للمرة الثانية لـ"العربي الجديد"، إنهم أقاموا معرضهم الأول في عمان قبل تسعة شهور حيث شهد إقبالا جماهيريا كبيرا لعدة أسباب، منها "التغطية الإعلامية والدعم الذي قدم للفريق من قبل مؤسسة الإغاثة والتنمية الدولية التابعة لمفوضية اللاجئين".
لكن الحسن يستدرك: "في معرضنا هذا، لم نحصل على الدعم الكافي لأن إجراءات المنظمات الدولية تستغرق شهورا طويلة"، وتابع: "لسنا شعب خيام ينتظر المساعدات، لدينا رسالة نود إيصالها للعالم أجمع".
بدوره قال أحد منظمي المعرض فراس اللباد: "النجاح الذي حققه معرضنا السابق حفز الشباب للعمل وتكرار التجربة"، وحث اللباد المعنيين على تقديم كافة أشكال الدعم للشباب الموهوبين الموجودين داخل المخيم.
من جهتها قالت إحدى مؤسسات مركز "سوريات عبر الحدود" سمارة الأتاسي، إن الإعاقة التي سببتها الحرب لم تمنع الشباب من الإبداع والفن في ممارسة هواياتهم، وأشارت إلى أن المركز وفر المواد الأساسية والمكان لعرض اللوحات، وذكرت أنهم يأملون في تسويق لوحات الفنانين التي يمكن أن توفر لهم دخلا ماديا جيدا، بالإضافة إلى الدعم المعنوي، لكنها أشارت إلى ضعف التسويق في الأردن لهذا النوع من المنتجات مقارنة بدول أخرى. ويعتبر رسامو الزعتري معرضهم هذا خطوة نحو طموحاتهم باحتراف وانتشار أوسع مستقبلا.
اقرأ أيضا:
"روميو وجولييت" عرض مسرحي سوري ينشد الحب