كان Venom لروبن فلايتشر أحد أكثر الأفلام المنتظرة خلال عام 2018، لأسبابٍ كثيرة، أبرزها شهرة الشخصية نفسها كأبرز خصوم وأشرار "الرجل العنكبوت" في الكتب المصوّرة. كذلك التجديد والمساحات المختلفة التي تتحرّك فيها أفلام الأبطال الخارقين في الأعوام الأخيرة، كـ"Logan" و"Deadpool"، تجعل فيلمًا عن شخصية شريرة أمرًا لافتًا للانتباه بشدّة. بالإضافة إلى كون هذا من إنتاج "مارفيل"، وفي عالمٍ موازٍ جديد ربما يتقاطع أو يتّحد في لحظة مستقبلية مع عالمها الأكبر (ـAvengers)، الموجود فيه "الرجل العنكبوت".
لذلك، فإنّ "فينوم" يملك أسباب الانتظار والنجاح كلّها، قبل أن يهدرها بشكل غير متوقّع، في فيلم مرتبك جدًا حاول السير في المسارات المحتملة له؛ ففشل في أن يكون مخلصًا ومُرضيًا في أيّ منها.
في النصف الأول من الفيلم، هناك تأسيس طويل جدًا ومبالغ به للعالم وللشخصيات الرئيسية: وصول بعثة فضائية إلى الأرض، بعد سيطرتها على كائنات حية غريبة، تبدو نواياها مدمِّرة وشريرة، لكنها تتناسب وخطّة رجل الأعمال كارلون دريك، الذي يرى أن مصير الأرض الفناء، وأنه سيكون مهمًّا إيجاد وسيلة ومكان آخر للحياة. لذلك، فهو يقوم بتجارب دمج تلك الكائنات الفضائية في الجسد البشري، فيتعرّض بعض الأشخاص للموت أثناء التجربة، وهذا ما يحاول الصحافي بطل الفيلم إيدي بروك كشفه والاعتراض عليه، قبل أن يسقط هو نفسه ضحية أحد الكائنات. هنا، يبدأ النصف الثاني من الفيلم (بشكل متأخّر جدًا)، حين يندمج الكائن الطفيلي معه، ويحاول التحكم به وبعقله، ويكون همّه الرئيسي التهام أكبر قدر من البشر.
غريبٌ أن يستغرق نحو نصف الفيلم في تأسيس تفاصيل لا تحتاج إلى أكثر من 30 دقيقة في هذا النوع السينمائيّ (المعتَمِد على بناء سيناريو محدّد). المشكلة ليست في القرار الفني، بل في كون الوقت الطويل مهدورًا بشدّة، فنحن لا نعرف عن الشخصيات أكثر من القشور: بروك نفسه (ماذا يؤسِّس أكثر من تهوّره وصداميته)، ودريك الشرير الذي جاء كرتونيًا بشدّة رغم أن دوافعه، نظريًا، تحمل بعض المنطق، لكن تقديمها بهذا الشكل المباشر والشرّ المطلق أفقدها كلّ قوّة، خصوصًا مع اختيار كارثي وغريب للممثل رزق أحمد لتأدية الدور، وهو أداء لا يقلّ سوءًا عن الاختيار. هناك أيضًا آني، المُقحَمَة على الفيلم طوال الوقت لتكون له بطولة نسائية، رغم أن الشخصية يمكن حذفها بالكامل، من دون أن يتأثّر الفيلم أبدًا. حتى وجود ممثلة مثل ميشيل ويليامز لم يُخفِّف من ضعف آني وهامشيتها.
اقــرأ أيضاً
ورغم جودة أداء توم هاردي واجتهاده الواضح في تقديم الشخصية، إلاّ أن كلّ هذا ذهب سدى مع الارتباك الكبير في القرارات، فانهار الفيلم في ربعه الأخير، مع تحوّل "فينوم" فجأة إلى نصير للبشر، وتكبير رقعة الصراع (في فيلم يدور بين 3 أشخاص تقريبًا) إلى صدام من أجل حماية الأرض من الفناء.
هذا الهزل كلّه لم يُبْق مساحة للتعامل مع الفيلم وصنّاعه بجدّية، ولا حتى تقدير تمثيل هاردي. فالفيلم بحقّ أحد أضعف أفلام صيف 2018، وربما يكون الأكثر إحباطًا وإهدارًا للفرص على الإطلاق.
لذلك، فإنّ "فينوم" يملك أسباب الانتظار والنجاح كلّها، قبل أن يهدرها بشكل غير متوقّع، في فيلم مرتبك جدًا حاول السير في المسارات المحتملة له؛ ففشل في أن يكون مخلصًا ومُرضيًا في أيّ منها.
في النصف الأول من الفيلم، هناك تأسيس طويل جدًا ومبالغ به للعالم وللشخصيات الرئيسية: وصول بعثة فضائية إلى الأرض، بعد سيطرتها على كائنات حية غريبة، تبدو نواياها مدمِّرة وشريرة، لكنها تتناسب وخطّة رجل الأعمال كارلون دريك، الذي يرى أن مصير الأرض الفناء، وأنه سيكون مهمًّا إيجاد وسيلة ومكان آخر للحياة. لذلك، فهو يقوم بتجارب دمج تلك الكائنات الفضائية في الجسد البشري، فيتعرّض بعض الأشخاص للموت أثناء التجربة، وهذا ما يحاول الصحافي بطل الفيلم إيدي بروك كشفه والاعتراض عليه، قبل أن يسقط هو نفسه ضحية أحد الكائنات. هنا، يبدأ النصف الثاني من الفيلم (بشكل متأخّر جدًا)، حين يندمج الكائن الطفيلي معه، ويحاول التحكم به وبعقله، ويكون همّه الرئيسي التهام أكبر قدر من البشر.
غريبٌ أن يستغرق نحو نصف الفيلم في تأسيس تفاصيل لا تحتاج إلى أكثر من 30 دقيقة في هذا النوع السينمائيّ (المعتَمِد على بناء سيناريو محدّد). المشكلة ليست في القرار الفني، بل في كون الوقت الطويل مهدورًا بشدّة، فنحن لا نعرف عن الشخصيات أكثر من القشور: بروك نفسه (ماذا يؤسِّس أكثر من تهوّره وصداميته)، ودريك الشرير الذي جاء كرتونيًا بشدّة رغم أن دوافعه، نظريًا، تحمل بعض المنطق، لكن تقديمها بهذا الشكل المباشر والشرّ المطلق أفقدها كلّ قوّة، خصوصًا مع اختيار كارثي وغريب للممثل رزق أحمد لتأدية الدور، وهو أداء لا يقلّ سوءًا عن الاختيار. هناك أيضًا آني، المُقحَمَة على الفيلم طوال الوقت لتكون له بطولة نسائية، رغم أن الشخصية يمكن حذفها بالكامل، من دون أن يتأثّر الفيلم أبدًا. حتى وجود ممثلة مثل ميشيل ويليامز لم يُخفِّف من ضعف آني وهامشيتها.
في النصف الثاني، يبدأ المهمّ فعلاً، أي ذلك التصادم في جسد واحد بين عقل بروك والشخصية التي تستحوذ عليه. فكرة تحمل درجة كبيرة من الابتكار ومساحة رائعة لخلق دراما، لكن الارتباك شديد، بالإضافة إلى عدم وجود إجابة لصنّاع العمل عما يريدون أن يكون فيلمهم عليه، أو من هو جمهورهم المستهدف: أهو فيلم خفيف ومسلٍّ بمساحات كوميديا كغالبية أفلام "مارفيل"، ليكون جاذبًا لجمهور السلسلة الكبيرة؟ أم أنه فيلم سوداوي وقاتِم (هذا أمر تعكسه الصورة مثلاً) عن الجوانب المختلفة داخل البشر؟ أم أنه فيلم رعب (كأفلام ديفيد كروننبيرغ مثلاً) عن كائن يلتهم البشر كي يسدّ جوعه؟
تاه الفيلم بين هذا كلّه، وأخذ كلّ مشهد شكلاً مختلفًا عما سبقه أو تلاه. والأسوأ هو الضعف الشديد وتقليدية مَشَاهد الحركة داخله، لأنها لا تحمل أي شيء مميز، وأحيانًا بالكاد نرى ما يحدث. ثم إنّ تنازل منتجيه، بموافقتهم على أن يكون تقييمه الرقابي صالحا لمن يبلغون 13 عامًا، جعل روبن فلايتشر مقيّدًا بشدة. فهذا فيلم عن كائن فضائي يلتهم البشر من دون ظهور قطرة دم واحدة، فاضطرّ للتعامل الفاتر والضعيف مع مَشاهد صدام وحركة.ورغم جودة أداء توم هاردي واجتهاده الواضح في تقديم الشخصية، إلاّ أن كلّ هذا ذهب سدى مع الارتباك الكبير في القرارات، فانهار الفيلم في ربعه الأخير، مع تحوّل "فينوم" فجأة إلى نصير للبشر، وتكبير رقعة الصراع (في فيلم يدور بين 3 أشخاص تقريبًا) إلى صدام من أجل حماية الأرض من الفناء.
هذا الهزل كلّه لم يُبْق مساحة للتعامل مع الفيلم وصنّاعه بجدّية، ولا حتى تقدير تمثيل هاردي. فالفيلم بحقّ أحد أضعف أفلام صيف 2018، وربما يكون الأكثر إحباطًا وإهدارًا للفرص على الإطلاق.