يقول قاسم السبتي، مدير "حوار"، في حديثه لـ" العربي الجديد"، إن "القاعة مثّلت حلم العائدين من حمّى الحروب فكانت أشبه بمركز ثقافي يحتضن أمسيات شعرية وعروض لأفلام سينمائية ويرعى عدداً من الفنانين الشباب، إضافة إلى كونها صالة عرض للفنون التشكيلية حتى أنها زاحمت نظيرتها من المؤسسات الرسمية".
يتابع "أقمنا أكثر من 300 معرض منذ افتتاح القاعة عام 1994 وإلى اليوم، وهو إنجاز لم يكن سهلاً في ظل غياب أي دعم حكومي، وقلة أعداد مقتني الأعمال الفنية العراقية، ما وضعنا تحدٍ كبير إما الإغلاق أو الاستمرار رغم الخسارات المادية الشخصية، علماً أن أغلب القاعات المنافسة التي زادت في فترة مسابقة عن 20 قاعة أغلقت أبوابها، وبقي منها قاعة حوار التي تأسّست عام 1992 رغم كلّ الظروف العصيبة".
من جهته، تأسّف الناقد والفنان التشكيلي مؤيد داود البصام لحال القاعات الفنية في العراق، حيث أوضح في تصريحه لـ"العربي الجديد" أنه "بعد الاحتلال الأميركي للعراق 2003 لم يبق في بغداد سوى ثلاث قاعات منها "حوار"، ما أثّر على واقع الحركة التشكيلية بشكل كبير".
أما ناصر عبدالله الربيعي رئيس تحرير مجلة "باليت"، المتخصًصة في الفنون التشكيلية والبصرية، فلفت في حيدثه لـ العربي الجديد" إلى "أهمية دور القاعات الفنية في تطوير الحراك الثقافي في المجتمعات، وتنمية الذائقة الفنية للإنسان، وإشاعة الجمال من خلال المعارض والنشاطات الفنية المختلفة"، مؤكداَ أن "قلّة القاعات الفنية أسهم في ضعف الذائقة الجمالية في المجتمع، وتراجع حصور الفن في حياة المواطن العراقي".
الفنان المسرحي لؤي أحمد قال لـ "العربي الجديد" إن قلّة القاعات الفنية والدعم لها يؤشّر إلى عزوف الجمهور واستيعابه للفن التشكيلي، وهو ما يلقي المسؤولية على الحكومة التي لا تضع الثقافة والفن ضمن حساباتها"، مشيراً إلى أن "ما يقوم به قاسم سبتي وزملاؤه من الفنانين نضال منقطع النظير وبجهود وتعب وإنفاق لتحقيق أهداف يؤمنون بأهمية تأثيرها في المجتمع العراقي".
الفنان التشكيلي مثنى عباس الذي يقيم حالياً معرضاً في "قاعة حوار" بعنوان "نساء وثور السماء"، أوضح في حديث لـ "العربي الجديد" أن "قاعة العرض هي الفضاء الذي يطرح خلاله الفنان رؤيته وأعماله ويتفاعل فيه مع الجمهور والإعلام، مبدياً أسفه لتوقّف عمل العديد من قاعات العرض نظراً للظروف التي يمر بها العراق وأجبرت معظم المثقفين على الهجرة".