هل تعكس الملتقيات التي تناقش أزمة اللاجئين، والمسلمين منهم على وجه الخصوص، على هامش مهرجانات السينما الغربية فهماً حقيقياً تجاه واقعهم، أم أنها تقليد طارئ لإبراز تعاطف النجوم والنخبة معهم عبر وسائل الإعلام تجذب التبرّعات لتمويل أفلام تختصر المأساة، ولا تعرض خارج تلك المواسم العابرة؟
أسئلة عديدة تواجه إعلان مهرجان "كان السينمائي"، الذي يفتتح في 11 أيار/ مايو وتتواصل عروضه إلى 22 من الشهر الحالي، عن تنظيم مؤتمر خاص بالتعاون مع "جمعية المواهب الشابة الدولية" و"المفوّضية العليا لشؤون اللاجئين" و"سوق الأفلام" بعنوان "أصوات اللاجئين في فيلم" على مدار يوم كامل في قصر المهرجانات لمناقشة معاناتهم من خلال أعمال جعلت منها موضوعها.
لفتت إدارة المهرجان، في بيانٍ صحفي أصدرته، أن هذه الأزمة المأسوية العالمية ساهمت في إثراء السينما بشكل كبيرٍ حيث تسابق معظم صنّاع السينما في العالم لتقديم عنها، ومن المقرّر أن تُعرض هذه الأفلام، ويعقبها مداخلات ومناقشات مع مخرجيها وممثليها وبعض العاملين في القنوات التلفزيونية والإذاعية التي تعاملت مع هذه القضية.
المهرجان سيقدّم في 18 أيار/ مايو العديد من الأفلام الوئائقية، التي تناولت هذه القضية داخل المهرجان من خلال سوق الفيلم، لكن لم تحسم حجم المشاركة حتى الآن، حيث لم تنته من مرحلة اختيارها بشكل نهائي.
الفكرة ليست جديدة، إذ خصّص مهرجان برلين السينمائي، في دورته الأخيرة التي انقضت في شباط/ فبراير الماضي، تظاهرة خاصة لسينما اللجوء بغية إبراز القضية على المستوى السياسي، وتمّ وضع صندوق للتبرّع داخل أروقة المهرجان في سبيل توفير حياة أفضل لهؤلاء اللاجئين، وفق تصريحات المنظّمين، كما حمل المهرجان شعار "السعي وراء السعادة" في إشارة إلى الأمل الذي يحذو اللاجئين في أوروبا.
تظاهرات فنية تتشابه في شكلها ومضمونها مع مؤتمرات "الإدماج الثقافي"، التي باتت تعقد بشكل دوري في أغلب العواصم الأوروبية، وهي أيضاً لا تختلف مع النشرات والدعايات التي تبثها وسائل الإعلام لتحقيق هدف وحيد يتمثل في تأهيل جموع اللاجئين لتجنّب صدامهم المحتمل مع ثقافة أوروبية مختلفة، بأقل تكلفة اقتصادية واجتماعية ممكنة، مكتفين بتكرار "مقولات التسامح" على الهواء أو عبر الأفلام!