بينما تتراجع برامج التلفزيون في قدرتها على صناعة حضور جماهيري لصالح هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي على المشهد، تغيّرت مساحات النقاش وحتى أماكنها، فبدلاً من البرامج التفاعلية المباشرة أو الحلقات الحوارية التي من المرجح أن تصنع جدلاً، تحول التفاعل إلى صفحات فيسبوك وتويتر وهناك كان الانقسام عنوان النقاش في تضاد واضح وتحيز واسع النطاق في مجموعات تكتلت على بعضها ورفضت الحوار مع الآخر.
في ظل هذا المزاج الغريب، اختارت قناة "لنا" السورية العودة إلى الحوار التقليدي عبر برنامج "لازم نحكي"، ومن خلاله كان العنوان موحياً لضرورة نقاش السوريين في ما بينهم بعد ثماني سنوات من الصراع على مفاهيم عديدة بدءاً من سرقة مقدرات البلاد إلى احتكار السلطة.
البرنامج الجديد توقَّعَ الجمهور أنه قد يمسّ السوريين بكافة شرائحهم ويحاكي مشاكلهم الحياتية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية دون سقفٍ محدد.
لكن برنامج "لازم نحكي" فاجأ الجميع منذ بداياته بسَقطات أولها هو دخول مقدِّم لبناني لتقديم برنامج يُعنى بالشؤون السورية! وهذا هو الغريب، فمهما كان تمّام بليق خبيراً في تقديم البرامج وعالماً بالسياسة السورية أو المشاكل التي تعتري المجتمع السوري، إلا أنه من الصعب أن يتكلم شخص غير سوري عن القضايا الداخلية التي من المحظور الحديث عنها بسقف عالٍ في أروقة التلفزيون السوري المُكَمِّم للأفواه، والاختيار الثاني للعنصر النسائي أيضاً لم ينصِف الإعلام ولم يقدّم البرنامج بصورة صحيحة، رنا شميس في تجربتها الأولى لم تكن تلك الشخص القادر على ضبط الحوار، فبدا الحديث باهتاً في البرنامج ولا أحد يعلم ما الغاية من وجود رنا في التقديم، خصوصاً أنها حتى اليوم لم تقدّم أدواراً تعلّم في أذهان الناس كما لم تُشبِع الشخصية التي لعبتها العام الماضي في مسلسل "دقيقة صمت".
تشتُّت شميس واضح؛ فهي اتجهت للتقديم واعترفت سابقاً عن نيتها للدخول إلى عالم الغناء بعدما أطلت بدور مغنية في فيلم "عزف منفرد" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد.
لا تتوقف المشكلة هنا فقط، بل أيضاً لم يدخل البرنامج إلى عمق المشاكل السورية وبات النقاش مُوارباً لتغطية فضائح وفساد مستشر في البلاد، وأصبحت تعرية الحقيقة محظورة أيضاً حتى في تلفزيون سوري يبثّ من لبنان! خصوصاً إذا ما عرفنا أن هناك حلقة كاملة أُلغيت بأوامر من السُّلطة كانت تتكلم عن الفساد في الاتحاد الرياضي السوري.
الصدمة أن البرنامج يُعنى بقضايا يطرحها الشارع السوري، لكن تم تصوير عدة حلقات منه بإعداد مصنوع على عَجل، وهذا ما بدا واضحاً في الحلقات. كما طرحت الحلقة الأولى مثلاً مشكلات كان قد مَرَّ ما يقارب الشهر على وجودها، وبذلك ألغي التزامن في التوازي بين موعد تسجيل الحلقة وعرضها، فبدا التفاوت واضحاً في حداثة الموضوعات وعلى الأخص بالتزامن مع حراك الشارع اللبناني وتغير المشهد في المنطقة بسرعة كبيرة.
الفقرة الكوميدية التي يقوم بها عبد الله العقيل لم تُضِف أو تُسمِنُ من جوع، فالأداء ركيك لا يتسم بالحس الكوميدي إجمالاً، أما الضيوف فلا يشكّلون حالة مهمة تجعل المشاهد يترقب حضورهم على الشاشة باستثناء بعض الفنانين الذين يستضيفهم البرنامج في نهاية الحلقة، فكيف سيتقبل الجمهور السوري برنامجاً من المفترض أن يتوجه له للحديث عن مشاكله وهو لا يعرف حتى أسماء الضيوف حين يشاهدهم في إعلان البرنامج.
اقــرأ أيضاً
انعكس وضع الشارع اللبناني على تصوير الحلقات، ما قد ينذر بتوقف تصوير بعض الحلقات ويحول دون استمرار بث البرنامج، إذ غادر منتج البرنامج إلى سورية نتيجة الأوضاع الراهنة.
إن إدارة البرامج الحوارية وإعدادها ليسا بالأمر السهل، وتماسك الحلقة من بدايتها حتى النهاية هو أمر يعتمد على نقاش مفتوح جذاب وقوي غير مسقوف برقابة مشددة وعلى مقدِّمين يملكون كاريزما الحضور على الشاشة بالإضافة لضيوف لامعين في الأوساط الفنية والصحافية والإعلامية، لكن جُلَّ هذه المعايير لم تتوافر في "لازم نحكي" لذا من الأفضل ألا نحكي أساساً!
في ظل هذا المزاج الغريب، اختارت قناة "لنا" السورية العودة إلى الحوار التقليدي عبر برنامج "لازم نحكي"، ومن خلاله كان العنوان موحياً لضرورة نقاش السوريين في ما بينهم بعد ثماني سنوات من الصراع على مفاهيم عديدة بدءاً من سرقة مقدرات البلاد إلى احتكار السلطة.
البرنامج الجديد توقَّعَ الجمهور أنه قد يمسّ السوريين بكافة شرائحهم ويحاكي مشاكلهم الحياتية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية دون سقفٍ محدد.
لكن برنامج "لازم نحكي" فاجأ الجميع منذ بداياته بسَقطات أولها هو دخول مقدِّم لبناني لتقديم برنامج يُعنى بالشؤون السورية! وهذا هو الغريب، فمهما كان تمّام بليق خبيراً في تقديم البرامج وعالماً بالسياسة السورية أو المشاكل التي تعتري المجتمع السوري، إلا أنه من الصعب أن يتكلم شخص غير سوري عن القضايا الداخلية التي من المحظور الحديث عنها بسقف عالٍ في أروقة التلفزيون السوري المُكَمِّم للأفواه، والاختيار الثاني للعنصر النسائي أيضاً لم ينصِف الإعلام ولم يقدّم البرنامج بصورة صحيحة، رنا شميس في تجربتها الأولى لم تكن تلك الشخص القادر على ضبط الحوار، فبدا الحديث باهتاً في البرنامج ولا أحد يعلم ما الغاية من وجود رنا في التقديم، خصوصاً أنها حتى اليوم لم تقدّم أدواراً تعلّم في أذهان الناس كما لم تُشبِع الشخصية التي لعبتها العام الماضي في مسلسل "دقيقة صمت".
تشتُّت شميس واضح؛ فهي اتجهت للتقديم واعترفت سابقاً عن نيتها للدخول إلى عالم الغناء بعدما أطلت بدور مغنية في فيلم "عزف منفرد" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد.
لا تتوقف المشكلة هنا فقط، بل أيضاً لم يدخل البرنامج إلى عمق المشاكل السورية وبات النقاش مُوارباً لتغطية فضائح وفساد مستشر في البلاد، وأصبحت تعرية الحقيقة محظورة أيضاً حتى في تلفزيون سوري يبثّ من لبنان! خصوصاً إذا ما عرفنا أن هناك حلقة كاملة أُلغيت بأوامر من السُّلطة كانت تتكلم عن الفساد في الاتحاد الرياضي السوري.
الصدمة أن البرنامج يُعنى بقضايا يطرحها الشارع السوري، لكن تم تصوير عدة حلقات منه بإعداد مصنوع على عَجل، وهذا ما بدا واضحاً في الحلقات. كما طرحت الحلقة الأولى مثلاً مشكلات كان قد مَرَّ ما يقارب الشهر على وجودها، وبذلك ألغي التزامن في التوازي بين موعد تسجيل الحلقة وعرضها، فبدا التفاوت واضحاً في حداثة الموضوعات وعلى الأخص بالتزامن مع حراك الشارع اللبناني وتغير المشهد في المنطقة بسرعة كبيرة.
الفقرة الكوميدية التي يقوم بها عبد الله العقيل لم تُضِف أو تُسمِنُ من جوع، فالأداء ركيك لا يتسم بالحس الكوميدي إجمالاً، أما الضيوف فلا يشكّلون حالة مهمة تجعل المشاهد يترقب حضورهم على الشاشة باستثناء بعض الفنانين الذين يستضيفهم البرنامج في نهاية الحلقة، فكيف سيتقبل الجمهور السوري برنامجاً من المفترض أن يتوجه له للحديث عن مشاكله وهو لا يعرف حتى أسماء الضيوف حين يشاهدهم في إعلان البرنامج.
انعكس وضع الشارع اللبناني على تصوير الحلقات، ما قد ينذر بتوقف تصوير بعض الحلقات ويحول دون استمرار بث البرنامج، إذ غادر منتج البرنامج إلى سورية نتيجة الأوضاع الراهنة.
إن إدارة البرامج الحوارية وإعدادها ليسا بالأمر السهل، وتماسك الحلقة من بدايتها حتى النهاية هو أمر يعتمد على نقاش مفتوح جذاب وقوي غير مسقوف برقابة مشددة وعلى مقدِّمين يملكون كاريزما الحضور على الشاشة بالإضافة لضيوف لامعين في الأوساط الفنية والصحافية والإعلامية، لكن جُلَّ هذه المعايير لم تتوافر في "لازم نحكي" لذا من الأفضل ألا نحكي أساساً!