رصدت كاميرات المصورين والصحافيين الميدانيين وحتى المواطنين العاديين، لقطاتٍ على هامش الانتخابات الرئاسية المصرية، التي بدأت الإثنين وتنتهي اليوم الأربعاء، ويتنافس فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع منافسه الشكلي موسى مصطفى موسى.
وكانت منصات التواصل الاجتماعي، إحدى شواهد مهازل الانتخابات الرئاسية في مصر، ليس فقط لأنها فضحت كذب الإعلام المحلي الواصف للناخبين بـ"الحشود"، ولكن أيضًا لأنها كانت متنفس الشباب المصري العازف عن المشاركة في الحياة السياسية والمكتفي بالضحك والسخرية على منصات التواصل الاجتماعي.
ورصد عدد من المواطنين، منشورات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحمل دعوات لجذب بنات لـ"شغل انتخابات" نظير مقابل مادي زهيد. وتوقع متداولو هذه المنشورات أن يكون هذا "الشغل" هو الرقص على أبواب مراكز الانتخابات أو توزيع لافتات وأعلام وحث على المشاركة، وما إلى ذلك من مشاهد متكررة أمام معظم اللجان، إن لم يكن كلها.
ومن بين تلك المنشورات المتداولة، كتب "مطلوب بنات وشباب دلوقتي تنزل عند سيتي سنتر مدينة نصر، بشعرهم بنات كلاس ويجوا لابسين بنطلون أسود وكوتشي أبيض وتيشيرت أو قميص أبيض، للعمل من 9 لـ6"، مع رقم هاتف للتواصل أيضًا.
كما تداول مواطنون صورًا لناخب في أكثر من لجنة انتخابية، تارةً يسير على قدمه، وتارة أخرى منقولًا على كرسي متحرك.
Facebook Post |
اللافت أن تلك الادعاءات وجدت طريقها بسهولة على المواقع الإخبارية المصرية التي ركزت تغطيتها على "اللقطات" الخاصة بالناخبين المجاهدين من أجل الإدلاء بأصواتهم، كمن جاء على كرسي متحرك أو نقلته سيارة إسعاف أو مريض خرج من العناية المركزة لتوه، أو أعمى حرص على المشاركة، وما إلى ذلك من مفهومهم عن "اللقطات الإنسانية".
مثال على ذلك، ما حمله تقرير صحافي منشور على موقع "الوطن"، بعنوان "الناخبة المتوفاة صوّتت للسيسي وكتبت: بحبك لآخر لحظة في عمري"، والذي كشف في متنه أن "المشرف على لجان مدرسة هدى شعراوي بحدائق حلوان، قال إن: الناخبة التي توفيت داخل اللجنة انتخبت الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكتبت على بطاقة التصويت: بحبك يا سيسي لآخر لحظة في عمري".
كما انتشرت صور لأطفال يُدلون بأصواتهم في الانتخابات بالمخالفة للقانون، لكن اللقطة الأبرز والأكثر استخفافًا بعقول القراء بين تلك "اللقطات الصحافية"، ما نشرته صحيفة "المصري اليوم"، على موقعها الإلكتروني، بعنوان "طفل يبكي لعدم التصويت بكفر الشيخ: أنا بحب جدو السيسي". وجاء في متنه نصًا "طلب الطفل التصويت للسيسي، وفوجئ بأنه لا يحق له ذلك لصغر سنه، دخل في نوبة بكاء، مطالبا بالتصويت للرئيس مثل جده، فما كان من المستشار محمد سليم، رئيس اللجنة، إلا أن قام بتهدئته وأجلسه على مقعد مجاور له وقال له إنه مازال طفلا ولا يحق له التصويت وحينما يكبر سيتمكن من ذلك، ولكن الطفل لم يقتنع بذلك وأخذ يبكي قائلا: أنا بحب جدو السيسي زي جدو صبري".
أما عن ظاهرة الرشاوى الانتخابية، فحملتها عدسات العديد من المصورين الصحافيين، مثل ما رصده المصور الصحافي علاء القمحاوي من ظاهرة شراء الأصوات أمام لجان الانتخابات، من خلال جمع بطاقات الرقم القومي من المواطنين. أو الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، عضو الحزب الوطني المنحل، عبد المحسن الفرماوي، يوزع رشاوى على الناخبين للتصويت للسيسي.
Facebook Post |
وتستمر فعاليات الرقص على أبواب الانتخابات المصرية، منذ اليوم الأول لليوم الثالث، على أنغام الأغاني الوطنية الجديدة التي يتم إنتاجها خصيصًا للانتخابات، وهي ظاهرة وجدت صداها منذ ظهور السيسي على الساحة السياسية في صيف 2013.
Facebook Post |
وبينما تبقى ساعات قليلة على إغلاق أبواب لجان الاقتراع استعدادًا لإعلان النتيجة المحسومة بديهيًا منذ فترة، وبينما يواصل كبار السن والنساء التقدم نحو مراكز الاقتراع الخاوية في محاولة لتحسين صورة مصر أمام العالم، يقضي الشباب المصري وقته متصفحًا المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي غير عابئ بما يجري حوله.
Facebook Post |