"مؤتمر فلسطينيي بريطانيا" في وجه الرواية الصهيونية

10 ديسمبر 2018
تعزيزاً للرواية الفلسطينية (أحمد الداوودي)
+ الخط -

يستعدّ الفلسطينيون في بريطانيا لعقد أول مؤتمر لهم في لندن، لمناقشة أوضاع الجالية في واقعها والتحديات التي تنتظرها.

أعلن المنتدى الفلسطيني في بريطانيا استكمال الترتيبات اللازمة، لعقد أول مؤتمر لفلسطينيي بريطانيا يوم السبت المقبل، في الخامس عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري. وسيدرس "مؤتمر فلسطينيي بريطانيا" واقع الجالية الفلسطينية في بريطانيا، وأهم مكوناتها، ومدى اندماجها في المجتمع البريطاني، فضلاً عن الدور المنوط بها على المستوى الوطني وأهم التحديات التي تواجهها وتواجه القضية الفلسطينية عموماً في بريطانيا، وخصوصاً في أعقاب اتفاق "بريكست". يدرس المؤتمر كذلك دور الشباب الفلسطيني وأبناء الجيل الثاني للجالية في بريطانيا في تعزيز الرواية الفلسطينية للصراع، خصوصاً في ظل المعركة الخفية المحتدمة بين اللوبي الصهيوني والمجموعات التضامنية المؤيدة للحقوق الفلسطينية.




في هذا الشأن، يقول أحد المتحدثين المرتقبين في المؤتمر، الدكتور كامل حواش لـ"العربي الجديد"، إنه سيتحدث عن التحديات التي تواجهها الجالية الفلسطينية في بريطانيا. يتابع أنّ الجالية تمتاز بنقاط قوة مهمة فهي بشكل عام مثقفة، كما أنّ حضورها في الإعلام العربي جيد، لكن نقاط الضعف أكثر بكثير، يذكر منها: "تشتت الجالية من الناحية الجغرافية وأيضاً تأثرها بالانقسام أو التوجّه الديني، وضعف التمويل السياسي لتمثيلها في أيّ حزب سياسي". لكنّ حواش يلفت إلى الفرص المتوافرة اليوم مثل "حاجة الإعلام الغربي لنا اليوم، لأنه يريد أن يظهر نوعاً من التوازن في تعامله مع القضية الفلسطينية والإسرائيليين، وهي فرصة للوصول إلى المزيد من الناس". يتابع أنّ هناك أيضاً "فرصة تنظيم أنفسنا في لوبي والتأثير بشكل أكبر، إذ يتيح هذا البلد تأسيس اللوبيات".

يتحدث حواش عن المخاطر التي تأتي بشكل رئيسي من قوة اللوبي الإسرائيلي، وتأثيره ومحاولته ليس فقط وصم القضية الفلسطينية، بل أيضاً محاولة منع التحدث عنها، فضلاً عن خطورة تعامل بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي مع القضية الفلسطينية، إذ يتوقع أن تتعاون بريطانيا مع الولايات المتحدة أكثر من تعاونها مع دول الاتحاد الأوروبي، وأن تنشئ اتفاقيات مع دول أخرى من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل. والخوف هو أن تتأثر لندن بشكل كبير بسياسات واشنطن وأن تتبع سياسة ترامب بعدما كانت تسير وفق السياسة الأوروبية.

بدورها، تقول المتحدثة المرتقبة في المؤتمر الدكتورة غادة الكرمي لـ"العربي الجديد"، إنّ "فكرة المؤتمر للتحدّث عن الجالية الفلسطينية في بريطانيا جيدة، لكن من الضروري أن يكون لنا صوت أو تمثيل في البلديات أو البرلمان، وأن تساهم فعاليات وأنشطة الجالية في ذلك". تلفت إلى أنه ربما على المدى الطويل قد يحدث ذلك، كما فعلت الجاليات الأخرى مثل الجالية الباكستانية والهندية اللتين وصلتا إلى مناصب رسمية، وأصبح لهما ممثلون وأدوار في الحكومة أو البرلمان أو البلديات البريطانية. وتشير إلى أنّ الجالية الفلسطينية لم تحظَ بعد بالوقت الكافي لتحقيق ذلك، لكنّ هناك خطوات ينبغي القيام بها للوصول إلى هذا الهدف ومنها: "الإحساس بأنّ للجالية الفلسطينية أهدافاً مشتركة ومهمات أكبر من مجرّد العيش وتعليم أطفالها، فلا بدّ من الإحساس بأنّ هناك واجب المشاركة في البلد، أي أن تكون جزءاً منه".

تتابع كرمي: "برأيي، نحن دائماً نشعر كعرب أو فلسطينيين بأنّ إقامتنا في هذه البلاد مؤقتة، لذلك نكتفي بمقومات الحياة الأساسية للعيش الكريم بسبب فكرة الهوية المرتبطة بالوطن العربي. لكن، يجب أن نشعر بأنّنا مواطنون في هذا البلد، فيكون لنا رأي في إدارته وسياساته".

من جهته، يقول رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر زاهر بيراوي، وهو نائب رئيس المنتدى الفلسطيني لـ"العربي الجديد"، إنّ المؤتمر قد تنتج عنه صيغة توحيدية لجهود الجالية والتحديات التي تواجهنا في بريطانيا، مع الأمل أن يضع الفلسطينيون الخلافات السياسية جانباً من أجل مواجهة اللوبي الصهيوني، الذي يلاحق الرواية الفلسطينية في جميع الأوساط الشعبية والإعلامية والرسمية والسياسية. ويعبر عن اعتقاده بأنهم تأخروا في بذل هذا الجهد، لكن "أن تصل متأخراً خير من ألّا تصل أبداً".

يتابع بيراوي أنه "سيكون للشباب دور كبير في هذا المؤتمر، وتحديد آليات نقل الخبرة وكيف يمكن أن يحملوا الراية، لأنّ الجيل القديم المقيم في بريطانيا أقل قدرة على التغلغل في المجتمع، لذلك لا بدّ للجيل الجديد من المساهمة بشكل حقيقي، حتى في المشهد السياسي كي نستطيع أن نواكب الرواية الفلسطينية في الساحة البريطانية".

يتزامن المؤتمر مع مهرجان "يوم فلسطين" الثقافي والتراثي في لندن الذي ينظم يومي السبت والأحد 15 و16 ديسمبر، ويتضمن معارض مأكولات وتراثاً، وعروض دبكة وأناشيد وأغاني، وغيرها. وسيتضمن أكثر من 30 معرضاً، ويحضره عادة الآلاف من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية والمسلمة في البلد.




يتوقع بيراوي أن تتمخّض عن المؤتمر توصيات وخطوات عملية، لتطوير العمل على القضية الفلسطينية في بريطانيا، وبناء وتطوير العلاقة مع المجتمع البريطاني وأحزابه ومؤسساته التضامنية.

وسيتحدث في الندوة الرئيسية للمؤتمر ويشارك في إعداد أوراق النقاش والتعقيب عليها، عدد من الأكاديميين والإعلاميين وشخصيات فلسطينية بريطانية. ويختتم المؤتمر بحفلة فنية مسائية، يشارك في إحيائها فنانون فلسطينيون وعرب من بينهم رامي الهندي، وعمر الصعيدي، ويحيى حوى.