قبل أيام، أصدرت اللجنة ذاتها تقريراً يشير إلى تخصيصها القصر الرئاسي في منطقة الأعظمية في بغداد مقرّاً دائماً لها، معلنة إنجازها ستة مشاريع ثقافية جرى تقييمها من قبل "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة" (اليونسكو)، الجهة المشرفة على شبكة المدن الإبداعية حول العالم.
لكن المتتبع لكلّ ما يصدر حول مشاريع "مدينة الإبداع"، يلحظ تغييب أيّ ذكر لميزانيتها وبيان تكلفتها، وهو ما يعزوه البعض إلى الانتقادات الواسعة التي شهدتها "بغداد عاصمة الثقافة العربية" عام 2013، حين أُعلن عن إنفاق مئات ملايين الدولارات لم تفض إلى تأهيل مبنى تراثي واحد في المدينة.
لا يختلف الأمر كثيراً هذه المرّة، إذ اشتمل المشروع الأول على تسيير زورق ثقافي في نهر دجلة يمثّل الجسر الرابط بين ضفتي العاصمة؛ الكرخ والرصافة، والذي يمرّ بمحطات تراثية قديمة كشارع المتنبي والقشلة ومنطقة خضر إلياس والأعظمية والكاظمية والعطيفية ليعكس هوية بغداد، بحسب المنظّمين.
يتضمّن المشروعان الثاني والثالث إدخال فعاليات ثقافية ضمن مهرجاني "بغداد الدولي للزهور" و"الربيع للإبداع"، بينما يتمثّل المشروع الرابع بمكتبة جوّالة في عربة نقل مخصّصة للتطواف بين الأحياء البغدادية، أما الخامس فيشتمل على زيارة مثقفين إلى "مقهى البيروتي"، على أن يكون المشروع الختامي حفلاً للموسيقي العراقي نصير شمة في أيلول/ سبتمبر المقبل.
ومن بين المشاريع التي ناقشتها اللجنة؛ تأهيل "المتحف البغدادي"، وإنتاج فيلم وثائقي عن أوابد العهد العباسي يترجم لأكثر من لغة، وتوفير إقامة لكاتب عالمي لمدة 15 يوماً ليدوّن مشاهداته البغدادية في كتاب.
يُذكر أن مشروع مدن الإبداع العالمية يُعنى بتقديم فعاليات في مجالات الفن والموسيقى والرواية والقصة والشعر والصناعات الشعبية وقد نالت اللقب أكثر من مئة مدينة في أنحاء العالم.