وبالإضافة إلى إنتاج الأفلام الوثائقية التي تهتم بشكل كبير بحياة الشخصيات الأكثر ضعفاً وتهميشاً في المجتمع ، كانت "الأبنودي" معروفة أيضاً بكرمها، فهي من أوائل المؤيدين لمبادرة مركز الفيلم البديل، تبرعت بجزء كبير من أفلام الأنالوج من أرشيفها السينمائي إلى سيماتك منذ أن كان المكان مجرد فكرة في عام 2011، أملاً في الحفاظ عليه والوصول في المستقبل إلى جيل جديد من عشاق السينما.
وضيفة الفعالية اسمها الأصلي "عطيات عوض محمود خليل"، أما لقبها الأبنودي فقد حصلت عليه بعد زواجها من الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، حيث استمر زواجهما لمدة 12 عاماً. ولدت في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 1939 في محافظة الدقهلية.
حصلت على الإجازة في القانون من جامعة القاهرة سنة 1963، ثم انطلقت إلى المعهد العالي للسينما حتى تخرجت فيه عام 1972، بعدها حصلت على زمالة مدرسة السينما والتليفزيون الدولية من بريطانيا في 1976.
باتت الأبنودي واحدة من أبرز الأسماء في صناعة الأفلام التسجيلية في مصر، كما قامت بتأسيس شركة إنتاج، وهي شركة (أبنود فيلم)، واهتمت في كافة أفلامها برصد الحياة الاجتماعية اليومية للشرائح الكادحة في مصر. وقد وصفها النقاد بأنها "سفيرة السينما التسجيلية"، وصاحبة مدرسة السينما التسجيلية الواقعية الشاعرية.
رحلت عطيات الأبنودي في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن عمر 79 سنة، تاركة حوالي 25 عملاً تسجيلياً، منها: حصان الطين، أغنية توحة الحزينة، سوق الكانتو، الأحلام الممكنة، نساء مسؤولات، الساندوتش، مناظر من لندن، بحار العطش، نساء البترول، إيقاع الحياة عام الوزير مايا، حديث الغرفة رقم 8، مفكرة الهجرة، القتلة يحاكمون الشهيد، أحلام البنات، أيام الديمقراطية، بطلات مصريات.
ومن الجوائز التي حصلت عليها في مسيرتها الفنية؛ حصول فيلمها "حصان الطين" على العديد من الجوائز مثل الميدالية الذهبية في مهرجان قليبية بتونس 1971، والجائزة الأولى في المهرجان الأول للشباب بدمشق عام 1972، والجائزة الكبرى في مهرجان غرونوبل بفرنسا 1973، والميدالية الذهبية من مهرجان مانهايم بألمانيا في العام 1973. وجائزة أحسن إنتاج مشترك في مهرجان فالنسيا بإسبانيا عن الفيلم التسجيلي "إيقاع الحياة" 1990، جائزة جمعية نقاد السينما المصريين عن الفيلم التسجيلي "اللي باع واللي اشترى" 1992، إضافة إلى تكريم خاص من المهرجان القومي للسينما التابع لوزارة الثقافة المصرية لها عام 1998، ومهرجان الفيلم الأفريقي في مدينة نيويورك الأميركية.
وتهدف النظرة على أعمال عطيات الأبنودي، وفقاً لهذه الفعالية، لخلق فهم متعدد المستويات للسينما، وسيكون ذلك من خلال الجمع بين عناصر لم يسبق عرضها من قبل، مثل الأفلام المنتقاة، ومشاهد من وراء الكواليس، تلك المشاهد التي قام المركز برقمنتها إلى جانب أفلامها المكتملة. علماً بأن البرنامج الذي ستقدمه الفعالية سوف يتجنب العرض وفق نهج تقليدي أو متسلسل زمنياً، وسوف يركز بدلاً من ذلك على كيفية تغيير أفكار أو دوافع معينة طوال مسيرة "الأبنودي" أو تطورها.