على عكس بعضٍ من الشباب الفلسطيني ممن ضرب التشاؤم وجوههم في غزة، بعدما تشبّعوا يأسًا من تبعات الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 11 عامًا، كان مشروع "المصنع" للشاب حمزة أحمد، خطوةً أولى للهرب من طابور البطالة، ورسالة من التفاؤل وظفها في مشروعه الريادي المتعلق بإنتاج قمصان بصبغة عربية.
"تفاءل بما تهوى يكن"، واحدٌ من الطوابع التي وضعت على القمصان التي يُنتجها الشاب الغزّي في مشروعه الذاتي، إذ استطاع أن يُحول هواه في ارتداء قمصان عليها تلك الصبغات العربية من جُمل قصيرة وأحيانًا رسومات خفيفة إلى "مصنع" ريادي، يحتوي على ماكينات خياطة ومواد خام يُنتج بها تلك القمصان الجديدة على الساحة الفلسطينية.
المشروع الذي أطلق عليه أحمد (26 عامًا) اسم "المصنع" بدأت فكرته عام 2012، إذ يوضح لـ"العربي الجديد"، أنه كان يهوى تلك القمصان التي عليها طوابع عربية، وكان يطلبها من الخارج، لكن المعابر كانت ولا تزال فاصلةً بين أحلام وطموحات وآمال الفلسطينيين في القطاع المحاصر إسرائيليًا.
ويبين أحمد الذي تخرج من كلية الإدارة من الجامعة الإسلامية بغزة، أن الفكرة بدأ تطبيقها مع دخول عام 2015، حينما حصل الفريق على جائزة مالية من إحدى المؤسسات الداعمة لمشاريع الشباب، والتي اعتبرها الغزّي حافزًا له بالبدء فعليًا بـ"المصنع" وإنتاج تلك القمصان التي بدأت تظهر لدى الشُبان الذين يرتدونها في طُرقات المدينة.
ويضيف أنه بدأ بشراء ماكينات الخياطة وبعضٍ من المواد الخام والقماش، مستعينًا بخبرة ذويه في ذلك المجال الذي امتهنوه على مدار السنوات الماضية، فيما أصبح فريق "المصنع" يضم 6 أشخاص يعملون على إنتاج تلك القمصان الصيفية والشتوية كل في موسمه.
ويلفت أحمد إلى أنه يستغل مواقع التواصل الاجتماعي و"فيسبوك" من خلال تفاعل "المصنع" مع المعجبين بالفكرة، وأخذ آرائهم حول بعض التصاميم قبيل الشروع بإنتاجها، من باب قياس مدى الإقبال والرغبة على بعضها، معتبرًا ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح لنجاح الفكرة عبر بيع ما يقوم بإنتاجه.
ويؤكد الشاب الفلسطيني على ذلك، وقد باع ما يقارب 700 قميص في موسم الشتاء، فيما يقترب من بيع ضعف الكمية في موسم الصيف الجاري، منوهًا إلى أن أسعار تلك القمصان ذات الصبغة العربية لا تتجاوز الـ50 شيكلاً (الدولار يعادل 3.63 شيكل).
ويظهر جليًا، عبر صفحات "المصنع" على مواقع التواصل الاجتماعي، إقبال الغزّيين على تلك القمصان، حيث يرتدونها حاملةً عبارات مثل: "تقلقش"، "أنا وحدي دولة"، "كائن أزرق وحيد"، "تسعيناتي جيل سبيستون"، وأخرى من روائع الراحلة أم كلثوم بعبارة "وصفولي المُر لقيته خيال".
ولا ينفك الحصار الإسرائيلي عن كونه عائقًا دائمًا للغزّيين، إذ يقف أمام إيصال بعضٍ من تلك القمصان للراغبين فيها من الضفة الغربية، عدا عن صعوبات في إيجاد خامة قطنية ذات جودة عالية في غزة، الأمر الذي يضطر القائمين على "المصنع" إلى استيراد شيء منها من تركيا، مما يُحملهم أعباءً مالية عالية.
وعلى الرغم من اشتداد الحصار على نحو مليوني مواطن يعيشون في غزة، والعذابات التي يمرّون بها بفعل ويلات الحروب الثلاثة على القطاع، أعوام 2008 و2012 و2014، عدا عن تعاقب الأزمات المتعددة، لا ينفك الشباب في السنوات الأخيرة عن إبراز إبداعاتهم في خلق مشاريع ريادية تؤمن لهم فرص عمل رغم كل العقبات.
غير أن تلك العقبات لا تزال حائرةً بين أفكارٍ لم تُطبق على أرض الواقع وأخرى اضطرتها أزمة الكهرباء المصاحبة لحياة الغزّيين منذ 11 عامًا، إلى التوقف.
اقــرأ أيضاً
المشروع الذي أطلق عليه أحمد (26 عامًا) اسم "المصنع" بدأت فكرته عام 2012، إذ يوضح لـ"العربي الجديد"، أنه كان يهوى تلك القمصان التي عليها طوابع عربية، وكان يطلبها من الخارج، لكن المعابر كانت ولا تزال فاصلةً بين أحلام وطموحات وآمال الفلسطينيين في القطاع المحاصر إسرائيليًا.
ويبين أحمد الذي تخرج من كلية الإدارة من الجامعة الإسلامية بغزة، أن الفكرة بدأ تطبيقها مع دخول عام 2015، حينما حصل الفريق على جائزة مالية من إحدى المؤسسات الداعمة لمشاريع الشباب، والتي اعتبرها الغزّي حافزًا له بالبدء فعليًا بـ"المصنع" وإنتاج تلك القمصان التي بدأت تظهر لدى الشُبان الذين يرتدونها في طُرقات المدينة.
ويضيف أنه بدأ بشراء ماكينات الخياطة وبعضٍ من المواد الخام والقماش، مستعينًا بخبرة ذويه في ذلك المجال الذي امتهنوه على مدار السنوات الماضية، فيما أصبح فريق "المصنع" يضم 6 أشخاص يعملون على إنتاج تلك القمصان الصيفية والشتوية كل في موسمه.
ويلفت أحمد إلى أنه يستغل مواقع التواصل الاجتماعي و"فيسبوك" من خلال تفاعل "المصنع" مع المعجبين بالفكرة، وأخذ آرائهم حول بعض التصاميم قبيل الشروع بإنتاجها، من باب قياس مدى الإقبال والرغبة على بعضها، معتبرًا ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح لنجاح الفكرة عبر بيع ما يقوم بإنتاجه.
ويؤكد الشاب الفلسطيني على ذلك، وقد باع ما يقارب 700 قميص في موسم الشتاء، فيما يقترب من بيع ضعف الكمية في موسم الصيف الجاري، منوهًا إلى أن أسعار تلك القمصان ذات الصبغة العربية لا تتجاوز الـ50 شيكلاً (الدولار يعادل 3.63 شيكل).
ويظهر جليًا، عبر صفحات "المصنع" على مواقع التواصل الاجتماعي، إقبال الغزّيين على تلك القمصان، حيث يرتدونها حاملةً عبارات مثل: "تقلقش"، "أنا وحدي دولة"، "كائن أزرق وحيد"، "تسعيناتي جيل سبيستون"، وأخرى من روائع الراحلة أم كلثوم بعبارة "وصفولي المُر لقيته خيال".
ولا ينفك الحصار الإسرائيلي عن كونه عائقًا دائمًا للغزّيين، إذ يقف أمام إيصال بعضٍ من تلك القمصان للراغبين فيها من الضفة الغربية، عدا عن صعوبات في إيجاد خامة قطنية ذات جودة عالية في غزة، الأمر الذي يضطر القائمين على "المصنع" إلى استيراد شيء منها من تركيا، مما يُحملهم أعباءً مالية عالية.
وعلى الرغم من اشتداد الحصار على نحو مليوني مواطن يعيشون في غزة، والعذابات التي يمرّون بها بفعل ويلات الحروب الثلاثة على القطاع، أعوام 2008 و2012 و2014، عدا عن تعاقب الأزمات المتعددة، لا ينفك الشباب في السنوات الأخيرة عن إبراز إبداعاتهم في خلق مشاريع ريادية تؤمن لهم فرص عمل رغم كل العقبات.
غير أن تلك العقبات لا تزال حائرةً بين أفكارٍ لم تُطبق على أرض الواقع وأخرى اضطرتها أزمة الكهرباء المصاحبة لحياة الغزّيين منذ 11 عامًا، إلى التوقف.