ربما تشكّل الذكرى الثلاثين على انطلاقه التي تمرّ نهاية الشهر الجاري، مناسبة للتساؤل عن أهداف المعهد الذي أرادها مؤسّسوه متمثّلة بـ"تطوير معرفة العالم العربي وبعث حركة أبحاث معمقة حول لغته وقيمه الثقافية والروحية، وتشجيع المبادلات والتعاون بين فرنسا والعالم العربي، خاصة في ميادين العلوم والتقنيات"، وقد جرى اختصارها جميعاً بإقامة عدة محاضرات ومعارض وحفلات كلّ عام لكتّاب وفنانين عرب أو أخرى تجمعهم مع نظراء فرنسيين وأوروبيين، وفي الغالب لا تناقش الواقع ومشكلاته الراهنة بجذرية وتعمّق.
يضمّ برنامج الاحتفال عدداً من المعارض، منها "بينالي الفوتوغرافيا في العالم العربي المعاصر" الذي ينطلق في 13 من الشهر الجاري ويستمر حتى 12 من تشرين الثاني/ نوفمبر، بمشاركة 20 فوتوغرافياً عربياً يقيم أغلبهم في أوروبا، ويقدّمون تجارب تنتمي إلى بلدانهم؛ سورية ومصر والمغرب وتونس والجزائر، حيث تحلّ الأخيرتان ضيفتي شرف التظاهرة.
كما يُفتتح في 26 من الشهر الجاري معرض "مسيحيو الشرق: 2000 عام من التاريخ" الذي يتواصل حتى 14 كانون الثاني/ يناير المقبل، حيث يرصد انتشار الدين المسيحي بين البحر الأبيض المتوسط والفرات مطلع الألفية الأولى، ويقدّم مخطوطات ومقتنيات لم تعرض من قبل في أوروبا، مثل مخطوطة سريانية مصورة للإنجيل تعود إلى القرن السادس، وفسيفساء لكنائس فلسطينية وسوريّة.
ويستضيف المعهد عدداً من الموسيقيين العرب في برنامج حفلات يبدأ في 24 تشرين الأول/ أكتوبر لمدة ثلاثة أيام، وهم: عازف البيانو سيمون غريشي وشربل روحانا وإيلي خوري من لبنان، وجاسر الحاج يوسف من تونس، إلى جانب ذلك، يُفتح متحف المعهد أمام الزوار، حيث تضمّ مقتنياته مزيجاً من الآثار والفنون الإسلامية والمشغولات الحرفية، وأعمال لعدد من الفنانين العرب المعاصرين تتجاوز 450 عملاً.
من جهة أخرى، يحضر الروائي المغربي طاهر بنجلون في برنامج مفتوح من بين 10 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى 7 كانون الثاني/ يناير المقبل، حيث يشارك بوصفه رساماً يعرض أعماله وينظّم لقاءات مع طلبة مدارس، وحوارات مع عدد من المثقّفين العرب والفرنسيين. استضافة تتفق مع توجّهات المعهد في إبراز تجارب تمتلك وجهات نظر "منفتحة" تجاه الغرب و"إسرائيل" أيضاً.