اختتم اليوم "الملتقى العربي الأول لأدب الواحة والصحراء" في مدينة توزر التونسية، بتنظيم من "الجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي" وبالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية و"المعهد العالي للدراسات التطبيقية"، و"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات- فرع تونس".
حول محاور الملتقى وأهمية طرح هذه الثيمة ومناقشة تمثلاتها في الأدب العربي، يقول رئيس الملتقى والجمعية محمود الأحمدي في حديث إلى "العربي الجديد" إن الملتقى "يكتسب أهمية كبرى، لارتباطه بمبحث هام وهو علاقة الأدب بالواحة والصحراء، هذه الثنائية التي ظلت ملهمة للأدباء والشعراء قديماً وحديثاً".
يتابع الأحمدي "من المهم أيضاً إبراز الصحراء كفضاء لصناعة عديد التلوينات الثقافية الأخرى على غرار السينما والموسيقى والفنون التشكيلية وغيرها، وأيضاً التطرّق إلى الكيفية التي قدّم بها الغرب هذه الثنائية، من خلاث الإنتاجات الأدبية والفنية؛ سينمائية كانت أو موسيقية أو بصرية".
الجلسات الختامية اليوم انتهت مع مناقشتين؛ الأولى بعنوان "سينمائية الصحراء في رواية "واحة الغروب" لبهاء طاهر"، الورقة التي قدمتها الباحثة التونسية دلال الغربي، والثانية "الأسطوري ومتخيل الواحة عند إبراهيم الكوني" قدمها الباحث محمد الصالح بوعمراني من "جامعة قفصة"، كما قدّم الباحث الهاشمي حسين المحاضر في "جامعة قابس"، ورقة "دراسة ثقافية لأخبار التمر في السير الإباضية ببلاد المغرب".
يوم أمس شهد عدة محاورات حول "أثر الصحراء في بلاد المغرب بعيون جماعات أولاد حايا" الورقة التي قدمها الأكاديمي منصور بوليفة، ومناقشة "تضاريس المكان في رواية بوح الذاكرة لبتول المحجوب" قدمها الباحث عبد الله المتقي من المغرب.
في حين قدم الشاعر والناقد اللبناني شربل داغر ورقة بعنوان "الوجود شعراً: بين الواحة والمجلس والشارع"، وشارك الناقد الليبي محمد عياد المعبوب بقراءة في "كائنات الخوى ولذة التأويل". وكان أستاذ الأدب العربي جمال الدين الشابي قدم ورقة تمهيدية في أول أيام المؤتمر، بعنوان "بلاد الجريد: الإنسان والمكان".
من أبرز المحاور والثيمات التي توقف عندها المشاركون: رمزية فضاء الواحة أو الصحراء وفضاء النص، وجرى تقديم نماذج في هذا السياق من الشعر التونسي. فيما ذهبت بعض الأوراق إلى ثنائية الواقعي والعجائبي، في نماذج روائية ممثلة بأعمال البشير خريف وإبراهيم الكوني، وثمة من تطرق إلى علمية إنتاج المعنى والصورة الشعرية والمشهد الروائي والقصصي من خلال ثيمتي الواحة والصحراء.
وتحضر الطبيعة بقوة في هذه الأعمال الأدبية لتجسد عالماً مليئاً بالتخيل تتعدد أساليبه ودلالاته ويتقاطع عمل الناقد في دراسة عالم الواحة والصحراء بعلوم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم النفس لتقدم دراسات أدبية تتعدد فيها مناهج البحث ومواضيعه.
من ضيوف الملتقى الشاعر المصري نعمان حسن، وعلي العباسي، والهاشمي حسين، والهادي القمري، وسعدية بن سالم، ومنصف الربعاوي، وشكري المبخوت من تونس.
ومن أبرز التجارب التي توقفت عندها الجلسات، أعمال عبد الرحمن منيف، والطيب صالح، ومحمد الباردي، وإبراهيم الدرغوثي.