هل تصلح الموسيقى ما تفسده السياسة وأهلها، وتُضفي على العولمة روحاً تفتقدها؟ وهل يمكنها أن تُلهم الكتّاب والفلاسفة رؤى جديدة لكتابة التاريخ بشكل يعيد للمرأة دورها واعتبارها؟ وهل تبدو هذه التساؤلات نفسها مجرّد نشوة عابرة بفعل تأثير الطرب وتمازج الألحان من مختلف الثقافات.
تحت شعار "نساء مشيّدات" تتواصل فعاليات "منتدى إضفاء الروح على العولمة"، الذي يعقد على هامش "مهرجان فاس للموسيقى العريقة" في دورته الثانية والعشرين، التي انطلقت فعالياتها أمس بمشاركة أكثر من 500 موسيقي ومغنٍ وباحث، وتتواصل حتى 14 أيار/ مايو الجاري.
دورةٌ تستعيد أثر نساء مغربيات في السياسة والفكر والمجتمع؛ ومن بينها كنزة الأوربية زوجة مولاي إدريس، التي حفظت حكْم الأدارسة من خلال الجمع بين الثقافتين الأمازيغية والعربية الإسلامية، لتنتج على أساسها الهوية المغربية، وفق ما يشير مؤرّخون. ويحتفي المنظمون، أيضاً، بفاطمة الفهرية التي شيّدت جامعة القرويين منذ 11 قرناً.
يُنظّم المنتدى بشراكة مع المجموعة الإعلامية "الأوبس – لوموند"، على امتداد تسعة أيام، وستُكّرم خلاله عالمة الاجتماع الراحلة فاطمة المرنيسي ابنة فاس، كما تُناقش فعاليته محاور عدّة عن المرأة والنسوية والمعارك والرهانات الاجتماعية المتفرّعة عنها، ويدير جلسات اليومين الأخيرين من المنتدى أستاذ الفلسفة الفرنسي إيف ميشو، والباحث المغربي محمد المطالسي.
يتضمّن المنتدى ثماني جلسات، وهي: بطلات التاريخ الشهيرات، والجمال الملحاح والمتنوع، والإنجاب، والأسرة والحرية، والنساء والدين، والمتخيّل النسائي، الولوج إلى عالم التربية والسلطة، الحركات النسويّة؛ بمشاركة عشرات الباحثين؛ من بينهم: جاك لانغ وهنري غوايو وإدغار موران وجاك أتالي وفرنسوا بوماريه وعبدو الحافظي وكريستيان توبيرا ومصطفى شريف ومايكل بيري وبريزة خياري وكاترين مارشال وسعد الخياري وإيريك نوار.
يذكر أن مهرجان فاس للموسيقى العريقة (الروحية) يضم فعاليات ثقافية وفنية أخرى، حيث يفتتح العديد من المعارض التشكيلية، وتقام ندوات ومحاضرات إلى جانب الحفلات الموسيقية والليالي الصوفية.