تركّز التوجّهات طيلة أكثر من أربعة عقود على تسجيله كتراث لا مادي؛ الخطوة التي تحقّقت عام 2005 حين أعلنته "منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم" (اليونسكو) على قائمتها، لتتأسّس حينها تظاهرات ثقافية تقدّم عروضاً للأهليل المنتشر في صحراء الجنوب الجزائري.
تنطلق مساء غدٍ الأربعاء في مدينة تيميمون (1400 كلم جنوب الجزائر العاصمة) فعاليات الدورة الحادية عشرة من "المهرجان الوطني للتراث أهليل"، وتتواصل حتى الثلاثين من الشهر الجاري، وتنظّم مائدة مستديرة لاستعادة أطروحات معمري في هذا السياق بمناسبة الاحتفال بمئويته.
يستند أساس رؤية صاحب "العبور" لهذا الفن على أن "الجانب الدنيوي منه يقوم بمعالجة مختلف الممارسات الاجتماعية في الحياة اليومية للسكان، بينما يتناول الجانب الديني المواضيع الدينية التي تحتل مكانة هامة داخل هذه الاحتفالية وتبرز مختلف الممارسات والسلوكات كالمتن الشعري الديني الذي يتطرّق إلى مدح النبي والأولياء الصالحين".
تسعى الدورة الحالية إلى تشجيع تعلّم الأهليل وتناقله عبر الأجيال، حيث أنشأت مسابقة "الأشنيو الصغير" (تعني القوّال الصغير بالأمازيغية) يتنافس عليها أطفال لا تتجاوز أعمارهم 16 عاماً، وفي الوقت نفسه ساهم المهرجان في استمرارية العديد من الفرق التي تأسست خلال الأعوام.
تضم كلّ فرقة عازفين على آلات القنبري الوترية (عود ذو رقبة طويلة وعليه وتران من الأمعاء الحيوانية) التي صنعها سكان الواحات الجزائرية، ومغني وفرقة ترديد تتكون أحياناً من 100 شخص يقفون ملتصقي الأكتاف ويتحرّكون في شكل دائري، ويصفقون ويتبعون رئيس الفرقة الذي يقف في وسط الدائرة.
يشارك هذا العام أربع وأربعين فرقة؛ من بينها: "الحضرة"، و"قرقابو أولاد سعيد"، و"تيميمون"، و"أوقروت"، و"نجوم الفلكلور"، و"إنو أنتمقريوت" و"تينهولاوين"، ويشتمل الافتتاح المهرجان على استعراض كبير لجميع الفرق المشاركة في الشارع الرئيسي في المدينة.
يُذكر أن الأهليل مزيج من الإنشاد والشعر الشفوي والرقص والموسيقى التي تعزف على آلات شعبية مثل "التامجا"، و"القنبري"، و"زمزاد"، و"الطنجة".