على مدار عدّة سنوات، واجه "مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية" في تونس صعوبات عدّة، بالنظر إلى التكاليف الكبيرة التي يتحمّلها عند استضافة فرق تضمّ عشرات العازفين من مختلف أنحاء العالم، وكاد أن يتوقف، خاصة مع انخفاض عدد العروض المقدّمة في كلّ دورة.
لم يأت الحل بدعم محلي سواء أكان حكومياً أم أهلياً، حيث وقّع المنظّمون اتفاقية مع "مؤسسة الفنون والثقافة التابعة للاتحاد الدولي للبنوك" العام الماضي، والتي تؤمّن إقامة للمهرجان لثلاث دورات مقبلة، حيث ستتجدّد المشكلة ما لم تمدّد الاتفاقية أو يتم الحصول على تمويل من جهات أخرى.
تنطلق مساء غدٍ الجمعة فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من المهرجان وتتواصل حتى التاسع من الشهر المقبل، وتتضمّن سبع حفلات موسيقية تقيمها مجموعات موسيقية من كلّ من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وأوكرانيا، إلى جانب البلد المضيف.
على المسرح الأثري في مدينة الجم (200 كلم جنوبي شرق العاصمة)، تُفتتح عروض إحدى أقدم التظاهرات المتخصّصة بالموسيقى السمفونية وموسيقى الحجرة والغوسبل في البلاد (انطلق تعام 1985)، حيث ظلّ يُنظَّم بلا انقطاع.
يشتمل الافتتاح على عرض موسيقي تونسي إيطالي، تقدّمه "أوركسترا مهرجان بوتشيني" التي تقوم سنوياً بإنتاج عروض أوبرالية مستوحاة من الموروث الموسيقي للأوبرا؛ مثل "السيدة الفراشة" و"لابوهيم" و"توسكا" و"توراندوت" و"تريتيكو" وغيرها، ويشارك في الحفل الفنان التونسي حمادي الآغا.
وتحل "أوركسترا أوبرا فيينا" من النمسا بقيادة ويمي تايمير ضيفاً على المهرجان للمرة السادسة والعشرين، حيث ستقدّم مجموعة من المعزوفات لشتراوس الابن وفرانز ليهار وكليمان وموزارت وفيردي.
كما تحضر "الأوركسترا السيمفونية للإذاعة الوطنية الأوكرانية" بقيادة المايسترو فلاديمير شايكو، والتي تؤدي في حفلاتها مقطوعات كلاسيكية للعديد من المؤلّفين الأوروبيين مثل بيتهوفن وتشايكوفسكي إلى جانب مؤلّفات خاصة بها كـ "معزوفة الزمن".
وتشارك من إسبانيا فرقتا "أوركسترا كونشيرتو مالقة"، و"أوركسترا تشامبر مينوركا"، إضافة إلى حفل تقيمه "الأوركسترا السمفونية التونسية" والتي تأسّست عام 1969 وتتكون من أكثر من ستين عازفاً وقدّمت مئات الحفلات داخل تونس وخارجها.
تختتم الدورة بعرض يحمل عنوان "موتسارت بين ضفتين" تؤديه فرقة "جيونيس كورديس دي فرانس" من باريس بمشاركة عدد من الجوقات الأخرى.