يضمّ المعرض عملاً تجهيزياً يتكوّن من كتابات ونماذج من الرسوم بالأبيض والأسود وعناصر أخرى، إضافة إلى شريط فيديو قصير، و"يعيد العمل طرح كثير من التساؤلات حول آلية عرض الأعمال الفنية كأحد جوانب العملية الإبداعية"، بحسب المنظّمين.
تقوم الفكرة الأساسية لدى الفنان على توجيه المتلقي إلى اختيار واحد من نهجين لقراءة العمل الفني؛ الأول بتصوّر العمل الفني في عزلة رسمية عقيمة، والثاني بتخيّل القطعة الفنية في سياقها الراهن التي هي عليه في المعرض أو الأستوديو أو قاعة المتحف، حيث يسلّط شوقي الضوء على كل التفاصيل الهامشية التي ترافق العمل إلى الصالة، ويعرض كيفية التعامل معها كجزء منه.
بحثاً عن إجابات لتساؤل أساسي حول ماهية الفن وطبيعة العملية الإبداعية في مجملها، يقترح الفنان "البروتوكولات الستّة التي تعكس إدراك الفيلسوف الألماني فالتر بنيامين (1982 – 1940) تحت تأثير المخدر وتركيزه الحاد على بيئته، كما هو موضح في بروتوكولاته الخاصة التي نشرت منذ قرن"، وفق البيان نفسه.
يصوغ حسن ستة نصوص تتضمّن انطباعات شخصية ومشاهدات لافتتاح حدث فني في القاهرة وباريس والإسكندرية وما تحتويه من بروتوكولات، ووضعها فوق حامل خشبي على المدخل، في سعي منه لكشف الزيف الذي تنبني عليه تلك المراسم، وفي إحدى زوايا الصالة مجسّم لأيد تمسك مقصّاً يستخدم في قص شريط الافتتاح، وإلى جواره بطاقات الدعوة لحضور المغرض.
في جزئية أخرى، تُخطّ عبارة "عدم اللمس والاقتراب" على أكثر من حيّز، وهي الجملة التي تكرّر دائماً من أجل تحذير الزوار من الافتراب من العمل الفني، أما الفيديو المعروض فيصوّر مشهد افتتاح أحد المعارض، بدءاً من انتظار رجل وامرأة للمسؤول الذي يفتتح التاهرة، ثم انشغال ثلاثتهم في استعراض الأعمال في تركيز على تعبيرات وجوههم وردود أفعالهم، وفي الأثناء تلقى الكلمات التي ترحّب بالحاضرين وتصف تجربة الفنان.
على جدران الصالة تُعرض رسومات بالأبيض والأسود، وهي تشكّل اسكتشات مشغولة بالفحم تحتوي على لعناصر ومفردات مهملة بصرياً، وهي نتاج عمل بحصي استمر لسنتين بين مصر وفرنسا، في تفكيك لعمل المؤسسة ودورها في الفن، بعد استحكامها بكامل مفاصل العملية الإبداعية.