"نجيب محفوظ".. واقعية عابرة للجوائز والتكريمات

12 ديسمبر 2017
سيف وانلي/ مصر
+ الخط -

مع حلول ذكرى مولده في كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، وبدرجة أقل في آب/ أغسطس حيث يصادف يوم رحيله، تستنفر المؤسسة الرسمية ومعها بعض الهيئات الخاصة ووسائل الإعلام للاحتفال بنجيب محفوظ (1911 – 2006)، ثم يعود كلّ شيء على حاله.

رواياته التي لم تعد تُطبع لأسباب تتعلّق بناشره الوحيد، ويؤجل افتتاح متحفه للسنة الثانية عشرة لأجل غير مسمى، وتتوقف جائزة باسمه يمنحها "المجلس الأعلى للثقافة" 18 عاماً ثم يعلن فجأة عن عودتها في السنة المقبلة، بينما تنتظم جائزة أخرى باسمه ايضاً تمنحها "الجامعة الأميركية" في القاهرة سنوياً، ويلتزم القائمون عليها بترجمة العمل الفائز للإنكليزية وإن طاولت الانتقادات نصوص عددٍ من الفائزين بها في دورات سابقة.

في هذا السياق، نستذكر صاحب "الطريق"، حين أصر يوم تبلّغه خبر فوزه بـ"جائزة نوبل للأدب" أن هناك كتّاباً مصريين وعرب يستحقونها أكثر منه، وكذلك صمته عن التكريمات "المزورة" له، والتي لا تعكس زهداً كما يروّج له، بل تشير إلى واقعيته التي تجاوزت الكتابة وشكّلت أساس رؤيته للحياة.

وكان قد أُعلن أمس الإثنين عن فوز الكاتبة الفلسطينية حزامة حبايب بـ "جائزة نجيب محفوظ للأدب" التي تقدّمها دار نشر الجامعة الأمريكية باسم الكاتب المصري الراحل، عن روايتها "مخمل" (2016) الصادرة عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت ومكتبة "كل شيء" في حيفا المحتلة.

ولفتت لجنة التحكيم في بيانها أن "مخمل"، رواية فلسطينية جديدة لا تدور حول القضية السياسية والمقاومة وحلم العودة، إنها عن الفلسطينيين الذين تمضي حياتهم دون أن يُلتفت إليهم أو أن تُدوّن قصتهم"، مضيفة أنها "البطولة تعزى في هذه الرواية إلى شعرية ومهارة العزف على أوتار الكلمات، وإطلاق الصور مُجنحة بالخيال، وتوازن إيقاع الجمل محكمة البناء.. أنت تقرأ رواية "مخمل" وكأنك ترى لغتك بهية زاهية ترقص وتشدو".

الرواية الفائزة هي الثالثة للكاتبة بعد "أصل الهوى" و"قبل أن تنام الملكة" كما صدرت لها أربع مجموعات قصصية ومجموعة نصوص شعرية.

المساهمون