اعتذرت مجلة "نيوزويك" عن مقال رأي شكك في الجنسية الأميركية لسناتور كاليفورنيا كامالا هاريس وأهليتها لتكون رفيقة جو بايدن في معركة الانتخابات الرئاسية، وهي نظرية مؤامرة كاذبة وعنصرية لم يرفضها الرئيس دونالد ترامب، ما ساهم في انتشارها خلال هذه الفترة.
وقالت المجلة في رسالة الاعتذار "يستخدم البعض هذا المقال كأداة لإدامة العنصرية وكراهية الأجانب. نعتذر". واستبدلت هذه الرسالة أخرى صدرت عن المجلة تضمّنت دفاعاً تفصيلياً عن المقال ونشره. وأضافت الرسالة التي وقّعها محرر صفحة الرأي جوش هامر ورئيسة التحرير العالمية نانسي كوبر: "لقد فشلنا تمامًا في توقع الطرق التي سيتم بها تفسير المقالة وتشويهها وتسليحها". لكنّهما أنهيا الرسالة بالإشارة إلى أنّ المقال سيبقى منشوراً على الموقع، مع الملاحظات مرفقة.
وكتب المقال جون ايستمان، وهو محامٍ محافظ يجادل بأن دستور الولايات المتحدة لا يمنح الجنسية عند الولادة. حاول إيستمان إثارة الشكوك حول أهلية هاريس بناءً على حالة الهجرة لوالديها، إذ ولدت والدة هاريس في الهند وولد والدها في جامايكا.
وترشح ايستمان دون جدوى في الانتخابات التمهيدية الجمهورية لعام 2010 كمرشح لمنصب المدعي العام في كاليفورنيا. وفازت هاريس في النهاية في الانتخابات ضد الجمهوري ستيف كولي.
وانتقد بعض موظفي "نيوزويك" علنًا قرار إدارة العملية. وغردت المحررة كريستينا تشاو: "هذه مقالة افتتاحية تحريضية وعنصرية لا ينبغي أن تنشر أبدًا. هذا رأيي".
ودافعت "نيوزويك" في وقت سابق عن المقال، قائلةً إن إيستمان "كان يركز على نقاش قانوني طويل وغامض إلى حد ما" حول التعديل الرابع عشر ولا يحاول "إشعال نظرية مؤامرة عنصرية حول ترشيح كامالا هاريس"، بحسب "ذا غارديان".
ونظرية المؤامرة خاطئة. وُلدت هاريس التي اختارها جو بايدن لتكون نائبةً له على التذكرة الديمقراطية، في أوكلاند بكاليفورنيا، وهي مؤهلة لمنصب نائبة الرئيس والرئاسة بموجب المتطلبات الدستورية.
وبنى ترامب حياته السياسية على التشكيك في شرعية الخصم السياسي. وكان من أحد الناشرين البارزين لنظرية المؤامرة الكاذبة التي ادعت أنّ باراك أوباما، أول رئيس أميركي أسود، غير مؤهل للرئاسة. ولم يتنصل ترامب من هذه المزاعم إلا بعد تصاعد الضغوط خلال حملته الانتخابية عام 2016.
ورداً على سؤال حول الأمر في البيت الأبيض يوم الخميس، قال ترامب للصحافيين إنه "سمع" شائعات بأن هاريس لا تفي بمتطلبات الخدمة في البيت الأبيض. وقال إنه يعتبر الشائعات "خطيرة للغاية".