على الرغم من الانتقادات التي وجّهت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا، خلال زيارتهما إلى ولاية تكساس، أمس الثلاثاء، لتفقّد الآثار التي خلفها الإعصار هارفي، إلا أن هول الكارثة الإنسانية فرض نفسه على المشهد السياسي والإعلامي الأميركي، وتصدّر كل ما عداه من مواضيع وقضايا وأزمات، ربما بسبب حالة التضامن الجماعي مع ضحايا الإعصار وبروز نزعة وحدوية نادرة لدى غالبية الأميركيين تتجاوز الانقسامات العنصرية والسياسية الحادة.
وهذا النوع من التضامن الذي افتقدته الولايات المتحدة خلال الأشهر والسنوات الماضية، قد يكون ما يحتاجه الأميركيون في الأيام والسنوات المقبلة، للتصدي أولاً لأعباء الخسائر الكبيرة التي خلّفها الإعصار، ولاحقاً لمواجهة استحقاقات محتملة، قد لا تقل خطورة عن أعاصير الطبيعة. وأبرز ذلك ما قد يستجدّ في ملف التحقيقات في التدخل الروسي واحتمال إقالة الرئيس من منصبه أو محاكمته، في قضية التدخل الروسي أو في غيرها من القضايا.
وفيما سبقت الانتقادات وصول الرئيس وزوجته إلى تكساس، بسبب ردود الفعل والجدل الذي أثير حول حذاء ميلانيا، فإنها تركّزت بعد عودته إلى البيت الأبيض على أنه لم يظهر تعاطفاً كافياً مع المنكوبين. وحاولت إدارة ترامب عدم الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش في عام 2005 خلال إعصار كاترينا. ونجحت إلى حد كبير في تقديم المساعدات الفدرالية العاجلة على الصعد كافة، وطالب ترامب الكونغرس بالعمل سريعاً على إقرار المراسيم والقوانين اللازمة، لتقديم مساعدات فدرالية لولاية تكساس بمليارات الدولارات.
وأبعدت قصص تضامن الأميركيين مع المنكوبين من الإعصار في تكساس، وتطوع الآلاف لمساعدة المنكوبين، شبح انفجار العنف السياسي في أميركا، والذي حذّر كثيرون من أن يؤدي إلى حد محاكمة ترامب أو عزله.