شكّلت الأفلام القصيرة متنفساً للعديد من التجارب الشابة كي تنجز أفلامها وتلج عوالم السينما. وقد عرف المغرب في السنوات الأخيرة حركة إنتاج متسارعة لهذا النمط السينمائي، يعكسه نشوء مهرجانات تهتمّ بالأفلام القصيرة كشكل محوري لا على هامش الأفلام الروائية الطويلة.
"مهرجان واد نون السينمائي" الذي انطلقت دورته السادسة أمس الأربعاء، يسعى أن يكون فضاء لتفاعل تجارب المشتغلين ضمن السينما القصيرة من أجل إيجاد صيغ لتوزيع الفيلم القصير وتطوير إنتاجه فنياً وتقنياً.
الدورة التي تحتضنها مدينة كلميم (جنوب المغرب) حتى 18 من الشهر الجاري تتضمّن مسابقة للأفلام السينمائية الروائية القصيرة مفتوحة أمام المشاركات المغربية والعربية والدولية، وقد اختارت لجنة الانتقاء 15 فيلماً قصيراً تمثّل تجارب متنوعة مغربية وعربية وافريقية، إضافة إلى عروض خارج المسابقة.
كما يواصل المهرجان تنظيم سلسلة الورشات التكوينية المرتبطة بالمهن السينمائية، حيث سيؤطر السينمائي العلوي عزالعرب ورشة الإخراج، ويشرف الكاتب والسيناريست أحمد السيباع على تأطير ورشة السيناريو، فيما يؤطّر السينمائي المهدي الإدريسي ورشة الإنتاج السينمائي.
ستكون السينمائية المغربية فريدة بورقية رئيسة لجنة التحكيم المهرجان، والتي تضم في عضويتها كذلك الفنانة وسيلة صابحي والسينمائية الأسكتلندية آن ميلن. وستوزّع اللجنة ثلاث جوائز هي: الجائزة الكبرى للمهرجان وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة الإبداع لأحسن موهبة شابة، إلى جانب جائزة خاصة بالأفلام التربوية. وستحتضن الخزانة الوسائطية معرضاً لتاريخ السينما المغربية ومعرضاً للفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية.
تحتفي الدورة الحالية بتجربة الممثل محمد مفتاح تكريماً لمساره الفني، فيما تناقش الندوات التي تنظّم على هامشه مواضيع "السينما والصحراء" و"المهن الإعلامية والسينمائية وسؤال القيم".