مع موجات اللجوء التي تشهدها القارّة العجوز، ومع ازدياد الممارسات الرسمية في التضييق على اللاجئين في مختلف البلدان الأوروبية، تُطلّ الأسئلة الأخلاقية لتطرح نفسها على شرائح من السياسيين والمثقفين والفنانين الذي تفاعلوا مع القضية، كلّ بطريقته.
في لندن، مثلاً، نشاهد رسام الغرافيتي بانكسي وهو يتّخذ من جدران المدينة نوافذ يُطلّ من خلالها على المأساة، عبر رسوماتٍ تستلهم شخصيّات حقيقية أو متخيّلة، وتُسقطها على واقع اللاجئين؛ مثل عملين أنجزهما حديثاً، الأول حول ستيف جوبز، والثاني استعاد فيه بطلة رواية "البؤساء"، كوزيت.
أمس، قرّر الفنان الصيني آي ويوي (1957)، إيقاف معرض له بعنوان "انقطاع" يُقام في كوبنهاغن، احتجاجاً على موافقة البرلمان الدنماركي على قانون يقترح مصادرة مقتنيات وأموال العائلات اللاجئة.
اللافت أن مدير صالة العرض التي احتضنت أعمال آي ويوي، يانس فورشاو، دعم ما ذهب إليه الفنان الصيني: "بدلاً من أن تواجه الدولة ما يتعرّض إليه اللاجئون، وتقترح حلولاً تساهم في الحدّ من هذه المأساة، ها هي تتّخذ قرارات غير إنسانية حيالهم"، يقول فورشاو في تصريحاته للصحافة الغربية.
قبل أشهر، كان آي ويوي في جزيرة يونانية يُجري فيها بحوثاً حول مأساة اللاجئين. "تجربةٌ مُجهدة"، يقول الفنان في وصفِ وجوده هناك، مضيفاً: "رأيت الآلاف من النساء الحوامل والمسنّات والأطفال والرضّع. رأيت طفلاً بيد واحدة؛ كلّهم يأتون حفاةً في هذا البرد، وعليهم أن يسيروا على شاطئ صخري". يتابع: "بعد كل ذلك، نستمع إلى قرارٍ مثل هذا".
يشير آي ويوي: "الطريقة التي أستطيع أن أحتج بها هي سحب أعمالي. لا يُمكن أن أتعايش مع من يُصدر سياساتٍ كهذه؛ هذا فعل شخصي وبسيط جدّاً. ربّما الفنان لا يعيش ما يحدث، لكنه على الأقل يتفاعل معه".
الجدير بالذكر، أن شركة "ليغو" الدنماركية، كانت قدر رفضت، في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بيع آي ويوي كمية كبيرةً من قطع لعبتها، بحجّة أنها "سُتستخدم لأغراض سياسية"؛ حيث كان يريد الحصول عليها بهدف إنجاز عمل فني حول قضية حرية الرأي والتعبير.
حينها، كتب آي ويوي على صفحته في إنستغرام: "هذا فعل رقابة وتمييز، يشكّل اعتداءً على الإبداع وحرية التعبير".
اقرأ أيضاً: أي وايواي.. الفن الصيني في الإقامة الجبرية