شهدت محافظة كربلاء، جنوبيّ العراق، اليوم الخميس، جريمة مروعة بعد إقدام أب على حرق أطفاله الأربعة، بسبب خلاف مع زوجته، الأمر الذي أعاد المطالبات بتشريع قانون العنف الأسري.
وقالت مصادر أمن عراقية في مدينة كربلاء، إن الجريمة حدثت نتيجة لخلاف بين الأب وزوجته، غادرت على إثره الأخيرة المنزل، ما دفع الأب إلى سكب مادة البنزين على أطفاله الذين تراوح أعمارهم بين 3 سنوات و13 عاماً، ثم حرقهم، مؤكدة أن الجيران الذين هبّوا لإطفاء النيران لم يتمكنوا من إنقاذ الأطفال الذين التهمتهم النيران.
وأشارت إلى إلقاء قوة من الشرطة القبض على الأب، وتحويل أوراقه إلى قاضي التحقيق، موضحة لـ"العربي الجديد" أنّ الأم ستُستَدعى للوقوف على الأسباب الحقيقية للجريمة.
وقالت قيادة شرطة كربلاء إنّ بلدة الحر، غربيّ المحافظة، شهدت جريمة مروعة تمثلت بقتل أب لأطفاله حرقاً بمادة البنزين، مؤكدة في بيان أن الجريمة وقعت في الحيّ العسكري.
وتابعت: "بعد التحقيق مع الأب عن أسباب الجريمة، اعترف بوجود خلافات عائلية مع زوجته لكونها تريد الطلاق منه، وبعدها تركت الدار، ثم أغلق المتهم الدار على أطفاله، وهم: ابنه الكبير وعمره 13 سنة، وبناته وأعمارهن 11 و6 و3 سنوات في أثناء نومهم، وبعد ذلك رشّ مادة البنزين في الغرفة وحرقهم، ما أدى إلى وفاتهم جميعاً".
ولاقت جريمة كربلاء رفضاً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبّر ناشطون عن صدمتهم جراء الحادثة.
وقالت "حوراء" في تغريدة عبر موقع "تويتر"، إن أباً عراقياً أحرق أطفاله بسبب خلاف مع زوجته، مبينة أن مثل هؤلاء لا يستحقون أن يكون لديهم أطفال، مطالبة بتشريع "قانون العنف الأسري".
اب يحرق اطفاله و همه نايمين في كربلاء بسبب خلاف مع زوجته
— hawraa (@hawraa1995127) July 2, 2020
انتو كفر يصير عدكم اطفال كفر تعيشون و تتنفسون الهوا الله يلعنكم#تشريع_قانون_العنف_الأسري_73 pic.twitter.com/EHh2rmxRlt
وطالب الناشط فلاح حميد أيضاً بتشريع "قانون العنف الأسري"، منتقداً في تغريدة على موقع "تويتر" ضعف الإجراءات العقابية لمن يرتكب مثل هذا النوع من الجرائم.
كربلاء اب يحرق اطفاله الاربعه؛
— فلاح حميد (@falah_hameed_) July 2, 2020
هسه راح يطلع من السجن بحجه سكران لو شارب شي قوي ومحد راح يحاسبه وراح تستمر هيج افعال بالعراق لان ماكو قانون يحمي احد بالعراق حتى الطفل ماسالم من العراق
يعني كلما نكول يالله راح يصير شي زين تطلع هيج اشياء #تشريع_قانون_العنف_الأسري_ك pic.twitter.com/G4GlzDenvM
وتابع: "هسه راح (سوف) يطلع من السجن بحجة أنه سكران أو شارب شيء قوي ولن يحاسب وتستمر هكذا أفعال بالعراق لأنه ماكو قانون يحمي أحد بالعراق".
وفي محافظة السليمانية في إقليم كردستان، قتل شخص زوجته وأصاب عدداً من أقاربها في بلدة بكرجو بالمحافظة، بحسب مصادر محلية قالت لـ"العربي الجديد" إن المتهم فرّ إلى جهة مجهولة.
وفي السياق، أكدت الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل أمل الموسوي، أن جريمتي كربلاء والسليمانية وما سبقهما من جرائم، تؤشران على ارتفاع لافت في جرائم العنف الأسري، موضحة لـ"العربي الجديد" أن ذلك يتطلب وقفة جادة من قبل المشرّع في مجلس النواب لسنّ قوانين رادعة تلزم الجهات التنفيذية بتطبيقها.
وتابعت: "بين الحين والآخر نُصدَم بمثل هذه الجرائم البشعة"، مؤكدة أن انتشارها يعود إلى ضعف القانون، وعدم صدور أحكام مشددة ضد مرتكبيها.
وفي إبريل/ نيسان الماضي، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن العراق أصبح بحاجة ماسة لسن قانون مناهضة العنف الأسري، منتقدة المشرّع العراقي الذي أكدت أنه لم يشرّع القانون، ما سبّب سقوط مزيد من الضحايا.