سادت اليوم أجواء من الشد والجذب بين قوات الأمن المغربية والأساتذة المتدربين المحتجين، في خضم الإعلان عن عودة الحوار بين ممثلين عن الحكومة والأساتذة الذين يطالبون بإسقاط مرسومين وزاريين.
وأعلنت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، في بيان وصل "العربي الجديد"، أن الحوار مع والي مدينة الرباط، كممثل رئيسي للحكومة، وهيئات المجتمع المدني، سينعقد اليوم، مؤكدة أن التحضير لما سمته "الإنزال الوطني" المقرر غدا الخميس في الرباط، ما زال جاريا.
وأفادت مصادر من التنسيقة أنهم مستمرون في الإعداد لهذا الشكل الاحتجاجي، من خلال مواصلة سفر المحتجين من مدنهم المختلفة صوب العاصمة الرباط، مؤكدة أن هذا الإنزال تسبب في "إرباك الحكومة".
وقرر الأساتذة مواصلة الاستعداد للإنزال الوطني في وسط الرباط، بالموازاة مع جلسة الحوار، في محاولة للضغط على رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ورفعوا شعارات تتحدى السلطات الأمنية، من قبيل "لن نركع أبدا لن نركع.. لن يرهبنا صوت المدفع".
ونصحت التنسيقية الأساتذة القادمين من مدن بعيدة، مثل مراكش ووجدة وفاس، بعدم التجمهر في الشارع قبل انطلاق الإنزال، في حالة تنفيذه وفشل جلسة الحوار الجارية مع ممثلي الحكومة، مؤكدة أن رجال الأمن يطوقون محطات القطار والحافلات، ويخضعون الحقائب للتفتيش.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن القوات الأمنية اعتقلت عددا من الأساتذة المتدربين الذين وفدوا على الرباط صباح اليوم، من أجل المشاركة في "الإنزال الوطني المفتوح"، حيث تم التحقيق معهم، والتقاط صور لهم، والتحقق من بطاقاتهم الرسمية، ثم اقتيادهم لمحطة النقل، وإرغامهم على العودة إلى مدنهم.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر من داخل "المبادرة المدنية" التي قدمت مقترحا لحل المشكلة، ونال مبدئيا قبول الحكومة والأساتذة المتدربين، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الأجواء مشحونة اليوم بين المحتجين والقوات الأمنية، الأمر الذي من شأنه أن يضعف الحوار، وقد ينسفه، وتتم العودة إلى نقطة الصفر.
وكان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قد أصدر أمس قرارا رسميا بحظر المظاهرة التي قرر الأساتذة المتدربون خوضها غدا الخميس، على شكل إنزال واعتصام مفتوح وسط شوارع الرباط، وهو ما دفع وزارة الداخلية إلى توجيه تحذير شديد إلى المحتجين يدعوهم إلى عدم المس بالأمن العام.