بعد 26 عاماً أمضاها لاجئاً في باكستان، يبدو أحمد شاه يائساً من العودة إلى مسقط رأسه العاصمة الأفغانية
"لو كانت الأحوال في بلدي جيدة، ولو كان يمكن لي أن أعيش في قريتي مرتاح البال كما هو الحال في باكستان، ما بقيت لحظة واحدة في بلاد الغربة". هكذا يتحدث اللاجئ الأفغاني أحمد شاه مع سؤاله عن أحوال بلاده، وما إذا كان لديه نية للعودة إلى كابول مسقط رأسه.
يعيش أحمد شاه (41 عاماً) في إحدى ضواحي مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام أباد منذ أعوام عديدة. يبيع الحساء بالقرب من منزله كي يوفر لأسرته ما تحتاجه. يكسب يومياً 500 روبية باكستانية، ما يعادل 5 دولارات أميركية. هذا الوضع لا يسمح له بإدخال أولاده إلى المدرسة. فرسومها مرتفعة جداً.
على غرار الملايين من أبناء بلاده، ترك أحمد شاه داره إلى باكستان عام 1989 مع أهله. كان في الخامسة عشرة يومها. وغادر للتو مدرسته في العاصمة كابول، بعد احتدام المعارك.
عاش 5 سنوات في مدينة كوهات المجاورة لمدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبربختونخوا في شمال غرب باكستان. وبدأ يعمل في مصنع للطوب قريب من مكان سكنه. على الرغم من إصرار الوالد شاه ولي، عليه بعدم مزاولة العمل لصغر سنّه، إلا أنّ الحالة المعيشية الصعبة دفعت أحمد شاه إلى العمل الشاق في عمر المراهقة.
يقول: أتذكر تلك الأيام المريرة والصعبة. كنت أتعرض لكثير من الأذى في المصنع. كما أنّ أمي كانت شديدة الخوف والقلق عليّ. تمسح على وجهي ورأسي برفق كلما عدت إلى المنزل، لكنّ الغربة تمنعها من فعل ما هو أكثر".
انتقل بعدها بخمس سنوات مع والديه وشقيقتيه إلى مدينة راولبندي بعدما دعاه أقاربه. هناك بدأ يبيع الخضار مع والده على عربة إلى جانب السوق. لكنّ والده مات بالملاريا بعدها بفترة. ونقل أحمد شاه جثمانه إلى كابول، ليعود بعدها إلى باكستان ويتولى مسؤولية عائلته وحده.
تزوج بابنة عمه، وزوّج شقيقتيه بعدها. أما والدته، فيقول: "يسعدني جداً أنّي كنت بارّاً بوالدتي، وتمكنت أن أفعل ما كانت تحلم به قبل وفاتها، ومن ذلك تزويج شقيقتيّ وتجهيز منزليهما كما تجري عليه العادة".
بعد وفاة والدته، أصيب بصدمة كبيرة، ما أدى إلى انهيار تجارته بالخضار. لكنّ زوجته ساعدته، وبدأت بإعداد الحساء من أجل بيعه.
وعلى الرغم من مواصلة العمل على مدار الساعة، إلا أنّه لا يتمكن من إرسال أولاده إلى المدرسة. وهم صبي وأربع بنات. هو وزوجته يرغبان بذلك، لكنّ المال غير متوفر. أما العودة إلى أفغانستان فتبدو مستحيلة لأحمد الذي يلمّح بحزن إلى أنّه سيمضي عمره لاجئاً.
اقرأ أيضاً: أختر محمد.. قلق من العودة إلى أفغانستان
"لو كانت الأحوال في بلدي جيدة، ولو كان يمكن لي أن أعيش في قريتي مرتاح البال كما هو الحال في باكستان، ما بقيت لحظة واحدة في بلاد الغربة". هكذا يتحدث اللاجئ الأفغاني أحمد شاه مع سؤاله عن أحوال بلاده، وما إذا كان لديه نية للعودة إلى كابول مسقط رأسه.
يعيش أحمد شاه (41 عاماً) في إحدى ضواحي مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام أباد منذ أعوام عديدة. يبيع الحساء بالقرب من منزله كي يوفر لأسرته ما تحتاجه. يكسب يومياً 500 روبية باكستانية، ما يعادل 5 دولارات أميركية. هذا الوضع لا يسمح له بإدخال أولاده إلى المدرسة. فرسومها مرتفعة جداً.
على غرار الملايين من أبناء بلاده، ترك أحمد شاه داره إلى باكستان عام 1989 مع أهله. كان في الخامسة عشرة يومها. وغادر للتو مدرسته في العاصمة كابول، بعد احتدام المعارك.
عاش 5 سنوات في مدينة كوهات المجاورة لمدينة بيشاور عاصمة إقليم خيبربختونخوا في شمال غرب باكستان. وبدأ يعمل في مصنع للطوب قريب من مكان سكنه. على الرغم من إصرار الوالد شاه ولي، عليه بعدم مزاولة العمل لصغر سنّه، إلا أنّ الحالة المعيشية الصعبة دفعت أحمد شاه إلى العمل الشاق في عمر المراهقة.
يقول: أتذكر تلك الأيام المريرة والصعبة. كنت أتعرض لكثير من الأذى في المصنع. كما أنّ أمي كانت شديدة الخوف والقلق عليّ. تمسح على وجهي ورأسي برفق كلما عدت إلى المنزل، لكنّ الغربة تمنعها من فعل ما هو أكثر".
انتقل بعدها بخمس سنوات مع والديه وشقيقتيه إلى مدينة راولبندي بعدما دعاه أقاربه. هناك بدأ يبيع الخضار مع والده على عربة إلى جانب السوق. لكنّ والده مات بالملاريا بعدها بفترة. ونقل أحمد شاه جثمانه إلى كابول، ليعود بعدها إلى باكستان ويتولى مسؤولية عائلته وحده.
تزوج بابنة عمه، وزوّج شقيقتيه بعدها. أما والدته، فيقول: "يسعدني جداً أنّي كنت بارّاً بوالدتي، وتمكنت أن أفعل ما كانت تحلم به قبل وفاتها، ومن ذلك تزويج شقيقتيّ وتجهيز منزليهما كما تجري عليه العادة".
بعد وفاة والدته، أصيب بصدمة كبيرة، ما أدى إلى انهيار تجارته بالخضار. لكنّ زوجته ساعدته، وبدأت بإعداد الحساء من أجل بيعه.
وعلى الرغم من مواصلة العمل على مدار الساعة، إلا أنّه لا يتمكن من إرسال أولاده إلى المدرسة. وهم صبي وأربع بنات. هو وزوجته يرغبان بذلك، لكنّ المال غير متوفر. أما العودة إلى أفغانستان فتبدو مستحيلة لأحمد الذي يلمّح بحزن إلى أنّه سيمضي عمره لاجئاً.
اقرأ أيضاً: أختر محمد.. قلق من العودة إلى أفغانستان