يقول قعبور في تقديمه للأمسيات "كذب عليّ جدّي خليل ونكث بوعده لي، رغم أنّه كان معروفاً بصدقه ووفائه بوعوده، ولم يكتفِ بذلك، إنّما أخفى المنبّه الذي عيّرته أوّل مرة في حياتي، كي أنهض من نومي أسوة بالكبار، وأشارك في أوّل سحور رمضاني. لم يعلم جدّي خليل ليلتها أنّ صوت المسحّراتي بقي يتردد في فضاء الأحياء المجاورة ليوقظني بعد فوات الأوان، كانت عائلتي أنهت سحورها وعادت إلى النوم. كان عليّ أن أتحدّى خوفي من عتمة الليل، وأنهض من سريري الصغير، متوجهاً إلى الغرفة المجاورة، وأستجمع قواي لأقفز وأدرك حافة الشبّاك العالي، ومنه أرى وجه من ينادي: يا نايم وحّد الدايم".
يضيف قعبور "ليلتها لم أرَ وجه المنادي، إنّما سحرني ذلك الصوت الذي خلته آتياً من بلاد تطوف شوارعَها مواكبُ فرح، يقودها أحمد الأخرس الذي كان يعيش ويعتاش من تخشيبة على راس الزاروب، بلادٍ تمتد موائد الإفطار في كلّ أزقّتها، حيث الأطفال مسؤولون عن تأمين صحون الحمّص المتبّل من عند أبو محمد في زاروب الأيتام، وحيث زينة هذه البلاد الورقية بلون صحون الفتوش".
يتابع "بلادٍ لا يصوم فيها الناس شهراً واحداً ليجوعوا أحد عشر شهراً، بلادٍ ترضى فيها الحجّة حسنة عن صوت المؤذّن، وبخاصة إذا رفع الآذان على مقام "الكرد"، بلادٍ يُرسل فيها أبي دعاء رمضان من قوس كمانه، في لحن رقيق لا يقطعه سعاله الطالع من صدره المختنق، بلادٍ دينها حلو بحلاوة قمر الدين، وسموح مثل شجر الكينا الذي كلّما شُذّبت غصونه يشتعل حباً واخضراراً. كان ذلك رمضاني ولما يزل".
يشارك الفنان اللبناني في الغناء نادين حسن، وفي العزف سماح بو المنى على الأكورديون، وفرح قدّور على البزق، وسام دبّول على القانون، وأسامة الخطيب على الباص، وأحمد الخطيب على الرق، وبهاء ضو على الطبلة، وخالد صبيح على البيانو.
اشتهر قعبور بأغانيه الوطنية من بينها "أناديكم" للشاعر توفيق زياد، و"والله وطلعناهم برا" من كلماته، و"أمي" لمحمود درويش التي غناها أيضاً مارسيل خليفة، إلى جانب أشعار لمحمد العبد الله، وعبيدو باشا، وحسن ضاهر وآخرين.