وشدد أردوغان، في تصريحات صحافية عقب عودته من زيارة قام بها إلى أفغانستان، على "أهمية الشروط التي وضعتها الحكومة التركية على الإدارة الأميركية لتقوم بدور فاعل في التحالف الدولي ضد (داعش) ممثلة بفرض منطقة حظر طيران ومنطقة أمنة وتدريب ودعم المعارضة المعتدلة السورية، وإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد"، مشيراً إلى أن "فكرة دعم حزب الاتحاد الديمقراطي، (جناح حزب العمال الكردستاني في سورية)، بالسلاح، غير واردة أساساً".
وقال إنه "في الفترة الأخيرة، بدأت بعض الأفكار بالتداول، وهي دعم حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلاح، أو فتح جبهة مع (داعش) عبر دعم الاتحاد الديمقراطي. أؤكد لكم بأن الاتحاد الديمقراطي بالنسبة لنا مساوٍ تماماً للعمال الكردستاني. كلاهما منظمة إرهابية، لذلك لا تنتظروا منّا مطلقاً أن نقوم وحلفاؤنا والإدارة الأميركية بدعم الاتحاد الديمقراطي".
وانتقد أردوغان بشدة الدعوات التي صدرت من بعض الدول الأوروبية لتسليح "حزب الاتحاد الديمقراطي"، مشيراً إلى "أنهم يطلبون أن يتم دعم الاتحاد الديمقراطي بالسلاح، بحجة أنه يقوم بمحاربة (داعش)، لماذا لم تدعموا حتى الآن أولئك الذين يحاربون النظام و(داعش) منذ سنوات، وبما أنكم تريدون تقديم مثل هذا الدعم، فعليكم تقديمه أيضاً لأولئك الذين يحاربون النظام و(داعش)".
وأبدى انزعاجه من التركيز على مدينة عين العرب، مضيفاً: "علينا أن نكون واقعيين. كوني مسؤول عن 77 مليون مواطن أشعر بالانزعاج من ذكر حزب الاتحاد الديمقراطي أمامي، وبحجة مساندة عين العرب عمّت البلاد الفوضى. لماذا لم نرَ مثل هذا التعاطف مع مقتل أكثر من 250 ألف إنسان في سورية".
كما انتقد السياسات التي تفضّل بلداً على الآخر في ما يخص الحرب على "داعش"، وعدم قيام أي من حلفاء وأصدقاء تركيا بتقديم المساعدة لأنقرة في ما يخص اللاجئين، وقال إن "بريطانيا تركز على العراق فحسب. لمَ لا تركّز بريطانيا على سورية أيضاً؟!". وتابع: "نحن نركز على الجميع. لدينا حدود تتجاوز 1290 كلم، وكل المشاكل تأتي إلينا، لكن حتى الآن لم تقم أي من الدول الصديقة بسؤال أنقرة عن احتياجاتها وكيف يمكن تقديم المساعدة لها بتحمّل كل هذه الأعباء. لقد قمنا حتى الآن بصرف أكثر من 4.5 مليارات دولار".
كما أكد أردوغان أن حكومة بلاده فعلت كل ما هو ممكن لتحسين ظروف اعتقال زعيم العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في جزيرة إمرالي التركية.
ونفى نية الحكومة تخصيص فيلا لإقامة أوجلان وتحويل السجن إلى نوع من الإقامة الجبرية، وقال: "لا يمكننا تقديم المزيد. ليس هناك ما يدفعنا إلى تخصيص فيلا. إن أوجلان الآن يعيش في معتقل مكوّن من غرفتين، وفوق هذا لديه تلفزيون ويمكنه التواصل بشكل مستمر مع المعتقلين الخمسة الآخرين الموجودين. ماذا يمكننا فعله فوق هذا؟!".
وأضاف: "أما في ما يخص وضعه ككبير مفاوضين، برأيي أن الأمر غاية في الخطورة، بل وخطأ كبير، ففي كل الأحوال إن مسؤولي جهاز الاستخبارات يذهبون للقائه (أوجلان)، في ما يخص المواضيع التي تستدعي ذلك، وبصفتي رئيس جمهورية، فإن قناعتي بعد تجربتي التي تمتد لأكثر من 11 عاماً في السلطة، بأننا قمنا بكل ما هو لازم. حتى في مجال الصحة، فإننا نقدم له الرعاية الصحية اللازمة دون أي تقصير".
وأشار أردوغان إلى بعض التغييرات التي بدأت تنتاب عملية التسوية، موضحاً أنه "في الفترة الأخيرة تغيّر كل شيء، فقد أصبحنا نلاقي فرقاً بين التوجهات في جزيرة إمرالي وأولئك القابعين في الجبال والممثلين في البرلمان، وإن الانقسام الحاصل أو الافتراق الحاصل بين هذه الأطراف هو ما أدخل البلاد في الفوضى".