18 فبراير 2020
أردوغان وقنديل.. أجاويد وقبرص
يعود الصراع التركي مع جبال قنديل إلى أكثر من ربع قرن، صراع هدرت فيه دماء وأموال وجهود وخطط كثيرة، حتى أصبحت قنديل أسطورة في أذهان معظم الترك والكرد معا، فجميع الحملات العسكرية التركية السابقة فشلت في الوصول إلى مقر قيادة حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل، الواقعة في المثلث الحدودي بين تركيا والعراق وإيران. وهكذا في نهاية كل حملة يعاود الحزب هجماته ضد تركيا، حتى أصبحت قنديل أكثر قضية تجتمع عليها الأحزاب والقوى التركية، على اختلاف مشاربها السياسية والفكرية، بل وحتى الشارع التركي نفسه.
اليوم، ومع الحملة التركية الجديدة ضد قنديل، يقول المسؤولون الأتراك إنهم سيواصلون الحملة حتى الوصول إلى قنديل، بل وحتى سنجار ومخمور إذا اقتضى الأمر. وبلغة الواثق، يؤكدون أن قواتهم ستصل إلى هناك عندما تشاء..
إصرار تركي وراءه جملة عوامل، لعل أهمها أن ما جرى في عفرين، ومن ثم منبج، حفز القيادة التركية على التوجه نحو جبال قنديل، خصوص في ظل قناعتها بأنه ما لم يتم وضع اليد عليها، فإن الصراع قد يطول عقودا أخرى، وتزداد قائمة الضحايا وهدر الإمكانات. يضاف إلى ما سبق أن الحملة التركية تأخذ، في نظر بعضهم، طابع الردع الوقائي، في ظل تهديدات حزب العمال بصيف ساخن، يضرب المدن التركية، في ظل خشية على الوضع الاقتصادي بعد الانهيارات المتتالية لسعر الليرة التركية أمام الدولار.
الأهم هنا، يبقى العامل الانتخابي، فالرئيس رجب طيب أردوغان يدرك أهمية الوصول إلى قنديل قبيل فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة، فلا شيء يضاهي قيمة في حملته الانتخابية إن تحقق له ذلك، فتحقيق ذلك سيكون كافيا لحصد شعبيةٍ لم يحلم به زعيم تركي من قبل. ولعله هنا يستذكر لحظة دخول قرار الجيش التركي شمال قبرص عام 1974، وهو القرار الذي أنقذ حينها حزب رئيس الوزراء التركي الراحل، بولند أجاويد، من الإنهيار، وجعل من أجاويد بطلا قوميا، وهي لحظة تكررت عند اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان عام 1998، وجاءت من جديد بأجاويد إلى رئاسة الوزراء، سيناريو ربما يفكر به أردوغان، لطالما أن قنديل ستحقق له ما يسعى إليه، حيث الانتقال الكامل إلى النظام الرئاسي.
ولعل ما يشجع أردوغان أيضا جملة الظروف الإقليمية والدولية، فإقليم كردستان، ومعه بغداد، لم يبديا أي معارضة للحملة التركية حتى الآن، والتفاهمات التركية الإيرانية تجعل الحملة التركية ميسرة نحو أهدافها، على الرغم من اتهامات تركية بدعم طهران حزب العمال الكردستاني. وما يريح أنقرة أكثر أن اللاعبين الدوليين، أي روسيا والولايات المتحدة، في تجاذب على ود تركيا، لأسباب لها علاقة بالأزمة السورية، وموقع تركيا في العلاقات الدولية، والمصالح المترتبة على ذلك، وهي معادلات جعلت من تركيا دولةً إقليمية مؤثرة في الشمالين، السوري والعراقي. لكن يبقى القول إن (أسطورة قنديل) تحمل تعقيداتها الجغرافية العابرة لحدود العراق وتركيا وإيران وحتى سورية، وهي تعقيداتٌ تجعل من انتقال قيادات جبال قنديل عبر هذه الحدود قصةً تتكرر كلما ضاقت الخيارات، ليبقى لغز قنديل مفتوحا على كل السيناريوهات.
اليوم، ومع الحملة التركية الجديدة ضد قنديل، يقول المسؤولون الأتراك إنهم سيواصلون الحملة حتى الوصول إلى قنديل، بل وحتى سنجار ومخمور إذا اقتضى الأمر. وبلغة الواثق، يؤكدون أن قواتهم ستصل إلى هناك عندما تشاء..
إصرار تركي وراءه جملة عوامل، لعل أهمها أن ما جرى في عفرين، ومن ثم منبج، حفز القيادة التركية على التوجه نحو جبال قنديل، خصوص في ظل قناعتها بأنه ما لم يتم وضع اليد عليها، فإن الصراع قد يطول عقودا أخرى، وتزداد قائمة الضحايا وهدر الإمكانات. يضاف إلى ما سبق أن الحملة التركية تأخذ، في نظر بعضهم، طابع الردع الوقائي، في ظل تهديدات حزب العمال بصيف ساخن، يضرب المدن التركية، في ظل خشية على الوضع الاقتصادي بعد الانهيارات المتتالية لسعر الليرة التركية أمام الدولار.
الأهم هنا، يبقى العامل الانتخابي، فالرئيس رجب طيب أردوغان يدرك أهمية الوصول إلى قنديل قبيل فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المبكرة، فلا شيء يضاهي قيمة في حملته الانتخابية إن تحقق له ذلك، فتحقيق ذلك سيكون كافيا لحصد شعبيةٍ لم يحلم به زعيم تركي من قبل. ولعله هنا يستذكر لحظة دخول قرار الجيش التركي شمال قبرص عام 1974، وهو القرار الذي أنقذ حينها حزب رئيس الوزراء التركي الراحل، بولند أجاويد، من الإنهيار، وجعل من أجاويد بطلا قوميا، وهي لحظة تكررت عند اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان عام 1998، وجاءت من جديد بأجاويد إلى رئاسة الوزراء، سيناريو ربما يفكر به أردوغان، لطالما أن قنديل ستحقق له ما يسعى إليه، حيث الانتقال الكامل إلى النظام الرئاسي.
ولعل ما يشجع أردوغان أيضا جملة الظروف الإقليمية والدولية، فإقليم كردستان، ومعه بغداد، لم يبديا أي معارضة للحملة التركية حتى الآن، والتفاهمات التركية الإيرانية تجعل الحملة التركية ميسرة نحو أهدافها، على الرغم من اتهامات تركية بدعم طهران حزب العمال الكردستاني. وما يريح أنقرة أكثر أن اللاعبين الدوليين، أي روسيا والولايات المتحدة، في تجاذب على ود تركيا، لأسباب لها علاقة بالأزمة السورية، وموقع تركيا في العلاقات الدولية، والمصالح المترتبة على ذلك، وهي معادلات جعلت من تركيا دولةً إقليمية مؤثرة في الشمالين، السوري والعراقي. لكن يبقى القول إن (أسطورة قنديل) تحمل تعقيداتها الجغرافية العابرة لحدود العراق وتركيا وإيران وحتى سورية، وهي تعقيداتٌ تجعل من انتقال قيادات جبال قنديل عبر هذه الحدود قصةً تتكرر كلما ضاقت الخيارات، ليبقى لغز قنديل مفتوحا على كل السيناريوهات.