ويشارك في المنتدى الذي يستمر على مدى يومين، وينظمه مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة القطرية، بالتعاون مع مركز "تسام" للدراسات الاستراتيجية بتركيا (غير حكومي ومقره أنقرة)، ما يقارب 150 شخصية من الخارج والداخل، إضافة إلى نخبة متميزة من صناع القرار والسياسيين والدبلوماسيين والأكاديميين من مختلف دول العالم.
وفي الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، قال قائد مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة القطرية العميد الركن حمد محمد المري، إن "مواقف بعض القوى الإقليمية والدولية (لم يسمها)، تكشف عدم وجود إرادة حقيقية لوضع حد لمعاناة المنطقة وأزماتها".
ولفت إلى "إمكانية تجاوز الخوف والشك بالحوار والثقة المتبادلة، وإبداء قدر من المسؤولية تجاه الشعوب والمدنيين الذين يدفعون ثمرة الحروب المرة".
كما أثنى على العلاقة بين قطر وتركيا، مبيّناً أن الأرقام تكشف المستوى الاستراتيجي الذي بلغته تلك العلاقات، منذ عام 2015، حيث التقى قادة البلدين 7 مرات، آخرها منتصف فبراير/شباط الماضي، وهي لقاءات رئاسية، تعدّ رقماً قياسياَ في العلاقات الدولية.
وأضاف أن "العلاقات بين الطرفين، سُخّرت لمهام دبلوماسية وإنسانية كبيرة، مثل سورية والعراق وغيرها، وانعكست على المستوى الجماهيري، إذ تعول شعوب المنطقة على هذه الشراكة لإيجاد طوق لها، مما تتعرض له من تهجير وقهر".
بدوره، قال رئيس مركز "تسام"، سليمان شنصوري إن "الواقع في العالم أظهر أن الشعور القومي الداخلي والتكامل أمر مهم، في وقت تقوم فيه المنافسة العالمية على تحديات كثيرة، منها الموارد والأزمات والمشاركة والإنتاج ومشاكل النمو والتنمية الاقتصادية والتخلص من الطبقة الوسطى، ومشاركة أزمة الطاقة".
ولفت شنصوري، في كلمته، إلى "وجود تغيير لطبيعة الدول، والانتقال من القوى الصلبة إلى القوى الناعمة"، مؤكدا "أهمية إيجاد نموذج للتعاون، في ظل الواقع العالمي المتأزم".
وحول سياسات قطر وتركيا المشتركة، قال "ربما تعرضت تلك السياسات لانتقادات في البداية، لكن مع مرور الوقت، تبيّن أنها تنضوي على بصيرة ذات نظرة بعيدة".
من جهته، رأى الإعلامي القطري جابر الحرمي "أهمية وجود جهد تركي خليجي، يساهم في حل أزمات المنطقة"، معتبراً أنّ "تركيا ودول الخليج، عليها رعاية حوار جدي حقيقي، بعيداً عن لغة القوة، لعرض كافة القضايا التي هي في حاجة إلى حلول جذرية وليست ترقيعية". وأضاف أن "المنطقة بحاجة لأن تخرج مما هي فيه، وأن الأجيال المقبلة بحاجة إلى تنمية حقيقية، وليس صراعاً مستداماً يعاني منه الجميع".
وشدّد الحرمي على "أهمية العمل لكشف الأسباب التي أدت إلى ظهور الإرهاب في المنطقة التي لم يكن فيها، قبل عقدين أو ثلاثة".
يذكر أن المنتدى يناقش قضايا عدّة على رأسها، موازين القوى الدولية، الصعوبات الجيوسياسية، الأزمات الإقليمية والمشاريع السياسية؛ والقوى والطموحات نحو إنشاء رؤية استراتيجية للتحالفات الجديدة. كما يبحث موضوعات القوى العسكرية في المنطقة؛ وإدارة المنافسة العسكرية، الخطط الخارجية؛ فضلاً عن إدارة الصراعات العسكرية والسياسية في المنطقة خلال الأوضاع الطارئة.