يجتهد المواطن الفلسطيني محمود سالم في تقنين استخدامه لأسطوانة غاز الطهو داخل منزله، في ظل أزمة الغاز التي يعانيها القطاع. يتابع سالم حركة موزعي غاز الطهي، أملاً في الحصول على أسطوانة بديلة، ما قد يدفعه لاستخدام وسائل بدائية، كالأخشاب وغيرها من الوسائل التي يلجأ إليها أهل غزة في أوقات الأزمات.
ويعاني سكان القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عام 2006 من حصار خانق وتحكّم في كميات البضائع المدخلة إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم التجاري الذي يشكل المنفذ الأساسي لحركة البضائع والسلع.
يقول سالم لـ"العربي الجديد"، إن الغزيين يعانون بشكل سنوي ومتكرر من تأخر مدة تعبئة أسطوانات الغاز لدى الموزعين والتي تتجاوز في بعض الأحيان 4 إلى 5 أسابيع، لا سيما في فصل الشتاء بفعل ارتفاع الاستهلاك المنزلي.
ويلفت إلى أن أزمة نقص غاز الطهو من المنازل أضحت أمراً معتاداً ومتكرراً بشكل سنوي لا سيما في فصل الشتاء، في الوقت الذي تعجز فيه الأطراف المسؤولة في القطاع والضفة الغربية عن إنهائها بشكل كامل.
وأقدم الاحتلال على إغلاق معبر ناحل عوز، شرق القطاع، في إبريل/ نيسان 2010، والذي كان مخصصاً لدخول كافة مشتقات الوقود ومنها الغاز، ما دفع أصحاب محطات التعبئة إلى التوجه نحو معبر كرم أبو سالم ذي الإمكانيات المحدودة لتوريد الوقود والغاز، الأمر الذي لا يمكّنهم من تخزين كميات إضافية تكفي لعدد أيام أكبر.
ويؤكد خليل شقفة، مدير عام هيئة البترول بغزة، أن إجمالي ما يدخل إلى القطاع من الغاز يراوح بين 220 إلى 250 طنا بينما يحتاج إلى 450 طنا، فضلا عن زيادة الاستهلاك في فصل الشتاء.
ويقول سمير حمادة، رئيس لجنة الغاز والبترول بجمعية أصحاب شركات الوقود في غزة، إن إجمالي كميات الغاز التي يجري توريدها للقطاع لا تتجاوز في أفضل الأحوال 50% من الاحتياجات العامة.
ويوضح حمادة لـ"العربي الجديد"، أن سلطات الاحتلال قامت في يونيو/ حزيران 2016، بتركيب خط جديد بسعة 8 إنشات بدلاً من الخط القديم ذي سعة 4 إنشات، على أن يجري تركيب مضخة جديدة من أجل زيادة الكميات الموردة للقطاع، لكن كيان الاحتلال الإسرائيلي يماطل منذ أكتوبر/ تشرين الأول في تركيب المضخة الجديدة، والتي ستسمح بزيادة الكميات للقطاع.
ويشير إلى أن السلطة الفلسطينية والمسؤولين في الهيئة العامة للمعابر قدموا العديد من الوعود من أجل الضغط على الاحتلال لإنجاز تركيب المضخة داخل معبر كرم أبو سالم، إلا أنه لم تجر ترجمتها بشكل عملي ينهي الأزمة المتفاقمة.