لا يمكن وصف ما شعر به أطفال فلسطينيون يعانون من شللٍ دماغي، لحظة مجاورتهم قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمتنزه عام أو ما يعرف بمنطقة "الكتيبة"، وسط مدينة غزة. فعلى غرار المكان الذي يعد مقصداً للعب والترفيه، تضم المنطقة عدداً من المؤسسات التي ترعى الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تضررت بشكل كبير جراء القصف.
ما لا يقل عن خمسة صواريخ ضربت المتنزه العام، يوم السبت الماضي، وأوقعت شهيدين من الأطفال وأصابت 16 آخرين، كما أحدثت دماراً وخراباً في المباني المجاورة. وتسببت أيضاً بإحداث دمار كبير داخل مؤسسات اجتماعية، ومنها مؤسسة "فلسطين المستقبل للطفولة"، إذ تعرض العشرات من الأطفال للخطر لحظة القصف.
ما يزيد عن 300 طفلٍ يعانون من شللٍ دماغي ترعاهم مؤسسة فلسطين المستقبل للطفولة يومياً في غزة، وهي مجاورة لمكان القصف الإسرائيلي، الأمر الذي عدّه المسؤولون فيها محاولة لـ"استهداف الأطفال وقتلهم مع سبق الإصرار والترصد"، خلال وقفة احتجاجية داخل مقر المؤسسة، اليوم الثلاثاء، وسط مدينة غزة.
"قتل الأطفال جريمة حرب... لا لقتل الأطفال الأبرياء... من حقنا أن ننعم بالحرية والاستقلال... لا لاستهداف مؤسسات رعاية الأطفال... لا ترهبوني أثناء لعبي... لا للعنف ضد الأطفال... دافعوا عنا"، كلها شعارات رفعها المتضامنون خلال الوقفة، التي دعوا من خلالها إلى محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وقالت وزارة التنمية الاجتماعية في غزة، في بيان صحافي: "إن هذه الجريمة النكراء التي سمعها وشاهدها العالم أجمع بحق الأطفال الأبرياء تضاف لسلسلة طويلة من الجرائم البشعة التي يقوم بها الاحتلال تجاه أطفال غزة والتي تسببت في وقوع شهداء وجرحى، وإلحاق ضرر جسدي ونفسي بالأطفال".
وقامت طائرات الاحتلال الإسرائيلي باستهداف مباشر للأطفال، يوم السبت الماضي، عندما قصفت متنزه السبيكة العام، وسط مدينة غزة، تسبب باستشهاد الطفلين أمير النمرة (14 عاماً)، ولؤي كحيل (15 عاماً)، وهي المنطقة التي تشهد ازدحاماً من المتنزهين من الأطفال والعائلات عادة.
وقال عمران داوود، من وزارة التنمية الاجتماعية، في كلمته بالوقفة الاحتجاجية، إن القصف ألحق الضرر الكبير بالمؤسسات الراعية للأطفال الجرحى والمعاقين والأيتام، مشيراً إلى "تضرر مبرة فلسطين المستقبل للطفولة، التي ترعى يومياً ما يزيد عن 300 حالة، ولولا قدر الله لكنا أمام مجزرة كبيرة لحقت بالأطفال، كما الضرر الذي لحق بمؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية IHH التي ترعى الأيتام في غزة".
وطالب داوود "كافة مؤسسات الأمم المتحدة ومنظمة يونيسف بالوقوف أمام مسؤولياتها لحماية الأطفال في قطاع غزة وفقاً للقانون الدولي الإنساني". كما دعا المؤسسات الحقوقية إلى ضرورة فضح الاحتلال ورفع القضايا أمام المحاكم الدولية لملاحقته ومحاسبته على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.