أطباء وناشطون يحذّرون الأهالي في إدلب من الاستخفاف بمواجهة كورونا

22 مارس 2020
تعقيم لمخيم شمال إدلب (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -
حذّر ناشطون وأطباء، الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية شمال غربي سورية، من الاستخفاف بالتعامل مع مواجهة انتشار فيروس كورونا، الذي أعلنته "منظمة الصحة العالمية"، جائحةً عالمية.

وإلى الآن، لم تسجل أي حالة إصابة بالفيروس داخل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، سواء في إدلب أو شمالي حلب، إلا أن "مديرية صحة إدلب" التي تديرها كوادر طبية محسوبة على المعارضة قالت، على لسان مديرها منذر خليل، إن التحاليل الطبيعة لأربع حالات من المشتبه بإصابتهم بالفيروس، والذين ظهرت أعليهم أعرض شبيهة بأعرض المصابين بفيروس كورونا، ستخرج في غضون الساعات القادمة، لتحديد ما إذا كان هناك إصابات من عدمه.

ويعزو الأطباء والناشطون تحذيراتهم للأهالي، إلى عدم وجود القدرات والإمكانات الطبية الكبيرة لمواجهة الفيروس في حال انتشاره بشكل كبير، في ظل ملاحظة عدم اتخاذ التدابير الاحتياطية من قبل المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، ولا سيما ازدحام الأسواق، وإقامة الصلوات في المساجد، وغيرها.

وكتب الصحافي صهيب الخلف على صفحته عبر (فيسبوك) منتقداً: "وصل بنا الاستهتار إلى حد لم يعد يمكن السكوت عنه، تجمعات في الأسواق المساجد وأخيراً دوام في الجامعات والمدارس الخاصة في ادلب. يعني أنا ما عبستوعب ليش مقتنعين أنه كورونا ما بيجي لعنا.. القليل من الحرص الله يرحم والديكم".


كان ذلك قبل أن تعلّق مديرية التربية والتعليم في إدلب الدوام المدرسي، لمدة أسبوع واحدٍ فقط.
فيما نبّه الناشط الصحافي أحمد نور الرسلان، من مغبة وصول الفيروس إلى إدلب وسرعة انتشاره، ولا سيما في المخيمات، حيث كتب: "ليس عيباً أو حراماً أو جرماً الإصابة بوباء "كورونا"، وليس مستحيلاً وصوله للمناطق المحررة شمال سورية كوننا جزء من هذا العالم..... والمتتبع لحركة الوباء يرى أن انتشاره بات سريعاً وهذا يتطلب منا أخذ كل التدابير الوقائية لمنع وصول وانتقال الفيروس بين المدنيين... بالتأكيد فرض حظر على المدنيين في المخيمات المكتظة بمئات آلاف المدنيين أمر غير ممكن وصعب ولكن إن بدأ كل فرد منا من نفسه ليحمي أسرته ويجنبها الإصابة بالعدوى بالتأكيد سنصل لمرحلة ضبط الانتشار ونكون قد أخذنا بالأسباب. نحن أمام وباء كبير والمناطق المحررة تعاني ما تعانيه منذ سنوات من القتل والموت والتشريد، جعلت المناعة لدى الأطفال والكبار ضعيفة، وهذا بحد ذاته خطر كبير، يتطلب منا جميعاً كل في موقعه العمل على توعية المدنيين لعدم الاستهتار بالكارثة القادمة لا قدر الله والبدء بأخذ التدابير جميعاً وقدر الإمكان".


ونشر الطبيب المقيم في إدلب محمد غالب تناري، منشوراً تحذيرياً موسعاً ضمّنه بعض النصائح للأهالي في إدلب ومحيطها للاحتياط ومواجهة المرض، معنوناً إياه بـ"تحذير.. هام ويجب الانتباه"، مردفاً: "ما أريد قوله هنا اليوم هو خطورة وحساسية الأيام القادمة من حيث ارتفاع وتيرة انتشار المرض المتوقعة... فنحن نعلم أن خطورة "كورونا" تكمن بقدرته على الانتشار السريع الذي يجعل القطاع الطبي ينهار أمامه من حيث عدد اسرة العناية المشددة والكادر الطبي كما حصل بإيطاليا مثلا.. قطاعنا الطبي ليس لديه امكانية التعامل مع أعداد كبيرة من المصابين.. ليس لدينا منظومة طبية متطورة كما في ايطاليا او المانيا.. ولا لدينا تقنيات او انضباط كما في الصين او اليابان.. ولا تنتظروا مساعدة من أحد فكل الدول تعاني وتشتكي من قلة الامكانيات والموارد للتعامل مع الاعداد الكبيرة للمصابين.. فكل حالة تم تشخيصها ايجابيا يقابها ٤٠٠ حالة بالمجتمع وكل حالة وفاة يقابلها ألف حالة... هناك توقعات من أصحاب الاختصاص بأن الرقم قد يصل الى مئتي ألف اصابة في فترة قصيرة وقد تتضاعف الارقام في حال عدم اتخاذ اجراءات شديدة بعزل المصابين والوقاية".



كذلك كتب الناشط الإعلامي محمد الضاهر على صفحته محذراً الأهالي في إدلب، ولا سيما سكان المخيمات الحدودية: يجب على جميع المدنيين بإدلب وخاصة المخيمات أخذ فيروس كورونا بجدية وعدم الاستهانة بهذا المرض.. يجب علينا الالتزام بإجراءات الوقاية أطباء العالم عاجزة عن وجود علاج لـ كورونا.. إنتشار المرض في المناطق المحررة كارثة كبيرة علينا الوقاية لوقف انتشار الفيروس.. والحمد لله حتى الآن لم يتم تسجيل أي إصابة في المناطق المحررة.. السلامة للجميع".



وكان الطبيب منذر خليل، مدير "صحة إدلب"، قد بث قبل أيام مقطعاً مصوراً، يطلب فيه من الأهالي في إدلب وعموم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، الالتزام بمعايير السلامة والوقاية من الفيروس، خوفاً من تفشيه في مناطقهم.


وأخرجت الحملات العسكرية للنظام بدعم روسي وإيراني، عديد المشافي والنقاط الطبية عن الخدمة، فيما باتت بعضها تحت سيطرت قوات النظام بعد توغّلها في العديد من المدن والبلدات جنوب وشرقي إدلب، ما سيجعل من مواجهة المرض في حال تفشيه في إدلب ومحيطها أمراً صعباً، نظراً لقلة المشافي والأسرّة ومراكز العزل الصحي، والاكتظاظ السكاني الكبير شمالي إدلب جراء حملات التهجير والنزوح.
المساهمون